
اختتمت جامعة “الطاهري محمد” ببشار، فعاليات الملتقى الدولي حول السيادة الرقمية للدولة، الذي نظمته كلية الحقوق والعلوم السياسية على مدار 3 أيام، بمشاركة مؤسسات وطنية وأكاديمية وقطاعات أمنية وإدارية، إلى جانب حضور نخبة من المختصين الدوليين.
شهد الملتقى حضور والي ولاية بشار، الذي أشرف على الافتتاح، مرفوقا بـ السيد “سمير بورحيل”، رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية، والبروفيسور “بزازي بوجمعة” مدير الجامعة، والبروفيسور “بركات أحمد” عميد كلية الحقوق، إضافة إلى ممثلي الهيئات الأمنية والعسكرية، وكذا وفد أكاديمي وإداري وطلبة.
ومن بين أبرز الضيوف الدوليين المشاركين في الملتقى: البروفيسور “حمود صالحي” من جامعة كاليفورنيا الولايات المتحدة الأمريكية، الأستاذ “جمال الشلبي” من الجامعة الهاشمية الأردن، الأستاذ “أحمد الأنذاري” من جامعة نواكشوط موريتانيا، والبروفيسور “بوحنية قوي” من جامعة قاصدي مرباح ورقلة. وقد شكلت مشاركتهم قيمة علمية مضافة، وأسهمت في إغناء النقاش حول مفاهيم الحوكمة والسيادة الرقمية.
وناقش المشاركون قضايا مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وحماية البيانات، مؤكدين أهمية تطوير آليات الحوكمة الرقمية لضمان السيادة المعلوماتية. كما نُظمت خلال أشغال الملتقى دورة تدريبية متخصصة لفائدة موظفي الإدارات العمومية بولايتي بشار وبني عباس، بمشاركة ممثلي 22 مؤسسة عمومية، وشملت تطبيقات عملية حول الأمن المعلوماتي والحماية القانونية للبيانات.
وفي الختام، تم توقيع اتفاقية شراكة علمية بين جامعة بشار والمدرسة العليا للعلوم السياسية، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي، مع تكريم عدد من المؤسسات المساهمة في إنجاح التظاهرة.
لقد شكّل الملتقى، محطة علمية هامة لتقاطع الخبرات وتبادل الرؤى بين الأكاديميين والخبراء وصنّاع القرار. فقد أبرزت النقاشات والمحاضرات والورشات أهمية التمكّن من أدوات الحوكمة الرقمية، كخيار استراتيجي لضمان حماية المعطيات الوطنية وتعزيز استقلالية القرار الرقمي.
كما أسهم الملتقى في ترسيخ قناعة جماعية لدى المشاركين بأن السيادة الرقمية لم تعد خيارًا تقنيًا فحسب، بل أصبحت ضرورة سياسية وقانونية واقتصادية تفرضها التحولات التكنولوجية والتحديات السيبرانية المعاصرة، وهو ما يستدعي من جميع الفاعلين الانخراط في مجهود وطني منسجم لبناء منظومة رقمية مؤمنة ومستقلة.



