الجهوي‎

تيارت.. قافلة تحسيسية لمكافحة المخدرات تجوب 42 بلدية

تشهد ولاية تيارت تحركا صحيا مهما باتجاه تعزيز التكفل بالفئات الهشة، من خلال مشروع إنشاء مركز وسيط لمعالجة الإدمان داخل المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للأمراض العقلية”حمدلني عدة”، حيث أشرف والي ولاية تيارت، السيد “سعيد خليل”، مرفوقابالسادة أعضاء اللجنة الأمنية والأمين العام للولاية، السيد “رابح مراد يزة”، مدير التجهيزات العمومية ومدير الصحة على وضع حجر الأساس لإنجاز المركز الذي مدة إنجازه 8 أشهر،ويأتي هذا المشروع استجابة للحاجة المتزايدة لتوفير فضاءات علاجية متخصصة، تتكفل بالمدمنين بطريقة علمية وآمنة، وتساعدهم على الاندماج من جديد في المجتمع.

 

يعاني الكثير من الشباب من السلوكيات الإدمانية بمختلف أشكالها، في ظل غياب مراكز متخصصة داخل الولاية، ما يضطر العديد من العائلات إلى التنقل نحو ولايات بعيدة بحثا عن العلاج، ويسعى هذا المشروع إلى تقليص الضغط على المستشفيات المجاورة، وتقديم خدمة صحية قريبة من المواطن، قائمة على المتابعة النفسية والعلاج الطبي وإعادة التأهيل.

الهيكل سيكون بمثابة حلقة وصل بين المرضى والمؤسسة الاستشفائية، إذ يوفر استقبال الحالات في بيئة علاجية مهيأة،تشخيص أولي وفق معايير طبية معتمدة،تقديم علاج نفسي دوائي للحالات البسيطة والمتوسطة، توجيه الحالات الأكثر تعقيدًا إلى مصالح متخصصة وتنظيم برامج توعية وإرشاد لفائدة الأسر.ويهدف المشروع إلى خلق مسار علاجي متكامل، يجعل من المركز فضاء مرحليا يساعد المدمن على تجاوز أولى مراحل الصدمة العلاجية، قبل الاندماج في البرنامج الكامل داخل المستشفى.

إن إنشاء هذا المركز الوسيط يعتبر خطوة نوعية تعكس اهتمام السلطات الصحية بقضايا الإدمان، وتؤكد وعي المجتمع بأهمية التكفل المبكر بهذه الفئة، كما سيساهم فيتقليص نسب الانتكاس،وتخفيف معاناة المرضى وعائلاتهم،ودعم الجهود الوطنية لمحاربة الإدمان ضمن مقاربة وقائية وعلاجية، كما يحظى هذا المشروع بترقب واسع من سكان تيارت، خاصة العائلات التي تواجه معاناة يومية مع حالات إدمان يصعب التكفل بها داخل المنازل، ويأمل المواطنون أن يرى المركز النور قريبا، وأن يكون إضافة حقيقية لمنظومة الصحة النفسية في الولاية.

ومع نفس المناسبة لتدشين مركز الوسيط لمكافحة الادمان،أعطى المسؤول إشارة الانطلاق الرسمي للحملة التحسيسية لمكافحة أفة الإدمان،هذا النشاط المنظم من طرف مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالتنسيق مع وكالة التنمية الاجتماعية والخلايا الجوارية،وعدد من الهيئات المحلية والمجتمع المدني، يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة هذه الآفة على الأفراد والمجتمع، حيث تم تسخير 15 مركبة لتغطية مختلف مناطق الولاية، إلى جانب 50 مختصًا من موظفي القطاع، من بينهم أطباء وأخصائيون نفسانيون، سيساهمون في تقديم الإرشاد والدعم النفسي للمواطنين.

وتشمل الحملة جميع البلديات الـ42 عبر الولاية، حيث سيتم تنظيم فضاءات مفتوحة للجمهور، لتمكين المواطنين من التفاعل المباشر مع الفرق المختصة، ومتابعة أنشطة توعوية وفيديوهات تحسيسية حول مخاطر تعاطي المخدرات وانعكاساتها الاجتماعية والصحية، وانطلاق هذا النشاط كان أمس من ساحة الشهداء بمدينة تيارت.

كما تتضمن الفعاليات عرض شهادات حية لأشخاص تضرروا من هذه الظاهرة، بهدف تعزيز الوعي والإقناع بضرورة محاربتها من جذورها، كما ستتواصل الحملة التحسيسية طيلة شهر نوفمبر، وفق برنامج ثري ومتنوع، يسعى إلى إشراك جميع الفاعلين المحليين من مؤسسات تربوية وصحية وجمعيات شبانية.

بالمناسبة، دعا السيد الوالي إلى تضافر الجهود بين مختلف القطاعات لمحاربة هذه الآفة الخطيرة، مؤكدًا أن الوقاية والتحسيس يشكلان حجر الأساس في حماية المجتمع، خصوصًا فئة الشباب.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى