تكنولوجيا

تقرير يكشف ثغرات في حماية المراهقين على إنستغرام

المراهقين على إنستغرام .. أظهر تقرير حديث صادر عن منظمات تعنى بسلامة الأطفال، وأكده باحثون من جامعة “نورث إيسترن”، أن العديد من التدابير التي أعلنت عنها شركة “ميتا” لحماية الفئة الشابة على تطبيق “إنستغرام” لا تعمل بالشكل المطلوب أو غير موجودة أساسا، حيث يثير ذلك تساؤلات عميقة حول جدية الشركة في حماية المستخدمين الصغار على منصاتها الرقمية.

 

وأشارت الدراسة، إلى أن الشركة بالغت في إبراز قدرات هذه الميزات الأمنية عبر بياناتها الرسمية بينما كشفت الاختبارات أن فعاليتها محدودة للغاية، مما زاد الضغوط على شركات التقنية الكبرى لاتخاذ خطوات أكثر صرامة في مجال حماية الأطفال والمراهقين من المخاطر الرقمية التي تهددهم،وقد نفت ميتا صحة هذه النتائج ووصفتها بأنها غير دقيقة ومضللة، مؤكدة في المقابل أن جهودها مستمرة وأنها تقدم أدوات مختلفة تساعد على تمكين الآباء والمراهقين من التحكم في تجربة الاستخدام بما يتماشى مع تطور المنصة وتوسع خدماتها.

 

المراهقين على إنستغرام .. فعالية محدودة لميزات الأمان

بحسب التقرير، فقد 47 ميزة متعلقة بالسلامة للاختبار، إلا أن 8 ميزات فقط كانت فعالة بالكامل بينما اعتبرت البقية إما معيبة أو غير موجودة أو لا تعمل بكفاءة ، حيث أثبت الباحثون أن الوسائل التي تهدف إلى منع المراهقين من الوصول إلى محتوى يتعلق بإيذاء النفس، عن طريق حظر مصطلحات البحث يسهل تجاوزها بسهولة

كما فشلت مرشحات الرسائل التي صُممت لمكافحة التنمر حتى عند إدخال العبارات نفسها التي استخدمتها الشركة في بياناتها للترويج لهذه الخاصية ما يجعلها عاجزة عن تحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها. وخلص التقرير أيضا، إلى أن ميزة إعادة توجيه المراهقين بعيدا عن الإفراط في مشاهدة محتوى ضار لم يتم تفعيلها أصلا رغم الإعلان عنها،ووجد الباحثون أن بعض أدوات الأمان تعمل كما هو مُعلن مثل وضع الهدوء الذي يعطل الإشعارات ليلا أو الميزة التي تلزم الآباء بالموافقة على أي تغيير في إعدادات حساب أبنائهم لكن فعاليتها الجزئية لا تكفي لتغطية جوانب الخطر المتزايدة على المنصة وهو ما وصفه التقرير بعنوان صريح مفاده أن وعود “إنستغرام” للمراهقين مكسورة.

 

 

ردود “ميتا” وانتقادات الباحثين

تولت الأستاذة “لورا إدلسون” من جامعة “نورث إيسترن” الإشراف على مراجعة النتائج، حيث أكدت أن هذه التجارب الواقعية تُظهر أن الكثير من الأدوات التي روجت لها “ميتا” ببساطة لا تؤدي وظيفتها كما يجب، مضيفة أن الجهود المعلنة لحماية المراهقين لا تعكس ما يحدث فعليا على أرض الواقع.

 

في المقابل، أعلنت “ميتا” يوم الخميس أنها بصدد توسيع ميزات الأمان الموجهة للمراهقين لتشمل أيضا مستخدمي فيسبوك حول العالم، لكنها وصفت التقرير بأنه غير دقيق ويعطي صورة مشوهة عن جهودها حيث قال “آندي ستون” المتحدث باسم الشركة، إن ما ورد يشوه مرارا محاولات “ميتا” لحماية المراهقين ويضلل الرأي العام بشأن طريقة عمل هذه الأدوات وكيفية استخدامها من طرف ملايين الآباء والمراهقين حاليا.

وأشار “ستون” إلى أن تقييمات التقرير خاطئة وخطيرة في بعض جوانبها، مؤكدا أن سياسات الشركة تتغير مع مرور الوقت وأن الأدوات المطبقة أسهمت في تقليل المحتوى الحساس والتواصل غير المرغوب فيه وتقليص الوقت الذي يقضيه المراهقون على التطبيق ليلا، مشددا في الوقت نفسه على استعداد الشركة لمواصلة تطوير أدواتها واستقبال الملاحظات البناءة وإنكار النتائج الواردة في التقرير.

 

وثائق داخلية تؤكد وجود مشكلات

أشارت وكالة “رويترز” إلى أنها تحققت بنفسها من بعض ما ورد في التقرير عبر اختبارات مستقلة، ومراجعة وثائق داخلية للشركة حيث اتضح أن “ميتا” كانت على علم مسبق بوجود عيوب في عدد من ميزات الأمان التي تروج لها مثل أنظمة الكشف الآلي عن محتوى اضطرابات الأكل أو إيذاء النفس والتي لم تتم صيانتها بشكل كاف.

وبحسب هذه الوثائقم فإن الشركة لم تستطع منع الترويج للمحتوى الذي يشجع على الانتحار واضطرابات الأكلم كما وعدت في السابق، ولم تتمكن أيضا من إعادة توجيه المستخدمين الذين يستهلكون كميات كبيرة من هذه المواد، مما يضعها في مواجهة مباشرة مع الانتقادات التي تؤكد أن جهودها تفتقر إلى الجدية،ويعكس هذا الوضع معضلة كبيرة تواجه منصات التواصل الاجتماعي التي تحاول الموازنة بين الحرية الرقمية للمستخدمين وحماية الفئات الهشة من المخاطر، حيث باتت الحاجة إلى أدوات فعالة أمرا ملحا في ظل تضاعف حالات تعرض المراهقين للمحتويات الضارة، وهو ما يزيد من الضغوط على ميتا لتبرير سياساتها وتطوير بدائل أكثر صرامة في المرحلة المقبلة.

 ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى