أحيت العائلات الجزائرية عيد الأضحى المبارك في ظرف استثنائي صعب للسنة الثانية على التوالي في عز أزمة الوباء كورونا كوفيد 19، على غرار باقي الدول الإسلامية في بقاع العالم، حيث فرض كورونا قوانينه على الجميع، غير العادات وكسر بالخواطر، في عيد صعب جمع بين مآسي عائلات فقدت ذويها يومي العيد وأخرى تسأل الشفاء لمرضاها بالكوفيد.
وبالرغم من كل هذه الأحزان والمآسي التي خلفها الوباء من خلال المستجدات الأخيرة التي يشهدها المنحنى التصاعدي الرهيب في عدد الإصابات بالجزائر، إلا أن فرحة العيد تبقى لها خاصية تظهرعلى وجوه الجزائريين من خلال دعواتهم أن يرفع عنا الوباء ويشفي المرضى ويرحم الموتى.
وللسنة الثانية على التوالي، جاء عيد الأضحى المبارك الذي يعد رابع عيد في عز أزمة كورونا بعد عيدي الفطر والأضحى السنة الماضية، جاء في ظروف صعبة، بسب انتشار وباء كورونا، ما غير العديد من التقاليد والعادات التي تقوم بها العائلات الجزائرية يومي العيد.
تطبيق صارم للإجراءات الوقائية بالمساجد خلال صلاة العيد
وأدى المصلين صلاة العيد منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأول من العيد، وسط إجراءات مشددة وتطبيق صارم للبروتوكول الصحي، فقد أدوا صلاة العيد مرتدين الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي، وفقا لما نصت عليه اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
ومن جهة أخرى، استقبلت العديد من العائلات الجزائرية عيد الأضحى المبارك، بحزن شديد لفقدان أحد أفرادها أو أقاربها يوم العيد، كما دعت العديد من العائلات التي لها أقارب مرضى بالمستشفيات أن يشفيها ويعيدها إليها بصحة جيدة.
التغافر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كحل مؤقت
وأدى الارتفاع المقلق عشية عيد الأضحى المبارك في عدد الإصابات بالفيروس كورونا كوفيد 19، إلى حالة من الذعر والخوف والهلع لدى الجزائريين عامة، خاصة أمام ارتفاع عدد الوفيات التي تعدت 20 وفيات يوميا، ما جعل العائلات الجزائرية تلتزم البقاء في بيوتها ولو نسبيا خوفا من أصابتها بالفيروس، في حين اتجهت إلى منصات التواصل الاجتماعي، التي تزينت بصور الأضحية والأطفال.
وفضلت العائلات الجزائرية التغافر افتراضيا وفق ما دعت إليه اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وبرزت تطبيقات التواصل الاجتماعي على غرار “الفايبر”، “المسانجر”، “الوات ساب”، “الانستغرام” وغيرها من التطبيقات التي استعملت بكثرة خلال يومي العيد.
وابتعدت العديد من العائلات الجزائرية عن الزيارات خاصة تلك التي أصيب أحد إفراد عائلاتها بالفيروس كوفيد 19، في إطار تطبيق إجراءات الوقاية الصحية للحد من انتشار الوباء، وأقرت السلطات العليا بالبلاد هذه الإجراءات في إطار مخطط مكافحة الوباء، حيث دعت إلى ضرورة اجتناب الزيارات يومي العيد لأن الوضع مقلق، والتزمت العديد من العائلات ولو نسبيا خلال يومي العيد بهذا الإجراء وفضلت عدم القيام بالتجمعات واللمات لتفادي انتقال العدوى.