محلي

تسجيل 4 آلاف طفل مصاب بالسيلياك بعيادة “سان ميشال”

أولياء المرضى يعانون في صمت ويطالبون بمنحة خاصة بأطفالهم

يقدر عدد الأطفال المرضى المصابون بمرض “السلياك “بعيادة سان ميشال بالبلاطو وهران، 4000 طفل مصاب، هذا ما أكده الدكتور “لطروش السارق”، إذ يعتبر مرض مناعة ذاتي، يُهاجم فيه جهاز المناعة الأمعاء، وذلك بسبب وجود مادة تسمى “الغلوتين”، ويؤدي المرض المعروف لدى العامة بـ”مرض العجين” إلى خلل في الجهاز الهضمي ويكون سبب رئيسي في عدم قدرة الأمعاء على الامتصاص، ويصاب المريض به بعدة أعراض منها حدوث آﻻم البطن والتقيؤ والإمساك أو الإسهال.

كما يقول الدكتور “لطروش الشارف” قد ﻻ يجعل الطفل المصاب ينمو بشكل كاف، ويؤدى إلى فقدان الوزن والانيميا وهشاشة العظام نتيجة لنقص بعض الفيتامينات والمعادن الهامة التي يحتاجها الجسم، وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر ويصيب المرض النساء والرجال والأطفال.

وتحدث هذه الأعراض حسب الدكتور “لطروش” نتيجة لتناول أطعمة معينة تحتوي على الجلوتين، وهو بروتين يتواجد في أطعمة عديدة، منها القمح، فيما يتم تشخيص المرض من خلال بعض التحاليل الطبية وخطوات العلاج تبدأ أولا بالنظام الغذائي، وذكر الدكتور “لطروش” أنه لا سبيل آخر من العلاج منه سوى اتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين والتي تتطلب استهلاك منتجات غذائية لا تتوفر غالبها محليا بسبب عدم اقبال المنتجين على تصنيعها، وإن توفرت مستوردة فأسعارها أقل ما يقال عنها أنها باهظة الثمن لا قدرة للعائلات على تكبد مصاريفها، حسبما أضافت “سامية بلقدار” رئيسة جمعية “الباهية” الاجتماعية.

جمعية “الباهية” تتلقى يوميا عشرات الاتصالات الهاتفية لعائلات عجزت عن توفير الأكل “الخالي من الغلوتين” لمرضاها

 وأكدت “سامية بلقدار”، رئيسة جمعية “الباهية” الاجتماعية أن هذه الأخيرة تتلقى يوميا عشرات الاتصالات الهاتفية من طرف العائلات التي تحتاج إلى المساعدة سواء لإجراء التحاليل للمصابين من أفرادها والتي تعتبر مرتفعة الثمن سيما وأن المريض قبل تشخيصه يضطر للخضوع لعدد كبير من الفحوصات، التي دعت في الخصوص صندوق الضمان الاجتماعي للنظر في إمكانية تمكين المرضى ذوي الدخل الضعيف من الحصول القيام بها مجانا أو تعويضهم عن نسبة من تكاليفها.

وذكرت رئيسة جمعية “الباهية” الاجتماعية لمرضى السيلياك، أن الجمعية تأسست بغرض التكفل بهذه الشريحة المهمشة وإدراجها ضمن قائمة الأمراض المزمنة، وتعمل على مطالبة الجهات الوصية على تخصيص منحة لهذه الشريحة، لتمكينها من اقتناء الأطعمة الخالية من مادة الغلوتين، في ظل ارتفاع أسعارها وضروري فتح وتشجيع الاستثمار في هذا المجال لإنتاج مواد غذائية خاصة بهذه الفئة، للعلم أنه تم إحصاء سنويا معدل 200 إلى 400 حالة سنويا بعيادة طب الأطفال تعاني من هذا المرض المزمن بوهران، لوحدها حسبما كشف عنه الدكتور “لطروش الشارف”، دون الحديث عن مؤسسة طب الأطفال “عبد القادر بوخروفة”، وباقي المؤسسات الاستشفائية بولاية وهران والجهة الغربية التي يتنقل غالبية مرضاها إلى ولاية وهران من أجل الحصول على العلاج أو للتشخيص.

تقديم طرود غذائية كمساعدة للمرضى ليس حلا أبدا 

كما قامت جمعية الباهية الاجتماعية بنشاطات شملت توزيع طرود غذائية وتنظيم نشاطات لهذه الفئة كان أهمها إحياء اليوم العالمي للطفولة والذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني على شرف أطفال مرضى السيلياك، إلى جانب تنظيم دورة تكوينية لأعضاء المكتب، وتنشيط سلسلة لحملة التوعية والتحسيس لفائدة مرضى السيلياك بالمؤسسات التربوية ودور الحضانة، وفي الخصوص ذكرت الأخيرة أن مسألة توزيع طرود بها مواد غذائية ليس حلا سيما وأن الأمر يتعلق بحياة كاملة لمريض السيلياك ولا يتعلق الأمر بفترة زمنية معينة، ما يتطلب تدخل وزارة التضامن وقضايا الأسرة لمساعدة العائلات التي يوجد بين أفرادها مصابون بالمرض.

ويأتي هذا نتيجة لعدم تمكن المرضى، من الحالات الفقيرة من إجراء هذا النوع من الفحوصات المخبرية باهظة الثمن، بالإضافة إلى مشاركتها في الصالون الوطني للنكهات حيث خصص جناح خاص لتقديم أهم المنتجات الخالية من الغلوتين وكذا الحلويات ومادة الخبز أين تم توزيع كميات هامة على الزائرين منها من مرضى السيلياك والذين توافدوا على جناح الجمعية بقوة، كما كانت هناك عملية تحسيسية للمرضى بأهمية إتباع الحمية من أجل الحفاظ على صحتهم، إلى جانب تقديم وصفات تتيح لهم كيفية تحضير الحلويات الخاصة بهم لتعويضها بالحلويات العادية.

كما تم تنظيم يوم دراسي لفائدة مربيات روضات الأطفال لتحسيسهن بطرق اتباع الحمية لدى الطفل أثناء تواجده بالروضة.

كما تبقى التفاتة الجهات المسؤولة مطلوبة للمحافظة على صحة تلك الفئة التي تحتاج للدعم والمساعدة لتحسين ظروفهم والمحافظة على صحتهم والتقليل من غبن ومعاناة اوليائهم الذين يعانون في صمت، سيما خلال السنوات الأخيرة ومع الارتفاع المحسوس في الأغذية الخاصة بهم والمجبرون على تناولها والابتعاد عن الأغذية التي قد تخاطر بحياتهم هذا ما جعل أولياء المرضى المصابون بمرض السلياك يرفعون نداءاتهم للجهات الوصية التي من شأنها تحسين ظروف معيشتهم التي تتدهور يوما بعد يوم سيما خلال السنوات الأخيرة.

ريمة.ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى