مكن الاستحقاق الرئاسي ليوم 12 ديسمبر 2019، بلادنا من استرجاع هيبتها. وتوطدت ركائزها بتزكية الشعب الجزائري للتعديل الدستوري يوم الفاتح نوفمبر 2020.
ووقفت مجلة الجيش في عددها الأخير على أهم الأشواط التي تم قطعها في سبيل بناء الجزائر الجديدة، كما وقفت على الظروف التي ميزت هذه المرحلة الهامة من تاريخ الجزائر الحديث، وتحديات ورهانات المرحلة القادمة.
ويعتبر تعزيز الجبهة الداخلية إحدى الإنجازات التي تم تحقيقها منذ تولي رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مقاليد الحكم. وتتمثل في تزكية الشعب للتعديل الدستوري في الفاتح نوفمبر، باعتبار ان تعديل أسمى قوانين الجمهورية لبنة اساسية لتجسيد المشروع الوطني.
كما ذكرت مجلة الجيش، بأهم الانجازات التي حققتها بلادنا من خلال الآداء المشرف لقواتنا المسلحة في هذه المرحلة الهامة. وهذا من خلال وقوف القوات المسلحة الى جانب الشعب ومرافقته لتحقيق مشروعه الوطني.
وذكرت بتعهداتها لإفشال جميع مخططات العصابة التي كانت تعمل بالخفاء للزج بالبلاد في غياهب ما يسمى المرحلة الانتقالية والمجلس التـأسيسي.
أما المؤشر الثاني، فهو وقوف المؤسسة العسكرية الى جانب مؤسسات الدولة، حتى يكتمل تحقيق المشروع الوطني رغم كل العقبات ومحاولات اعداء الوطن تعكير صفو مساره، وذلك بمحاكمات بعض المسؤولين السابقين تكشف حجم الفساد الهائل الذي كان ينخر جسد الأمة، حيث كشفت محاكمات بعض المسؤولين السابقين حجم الفساد الهائل الذي كان ينخر جسد الأمة، ومدى التلاعب الكبير بمقدرات الشعب الجزائري.
وفي السياق ذاته، باشرت بلادنا اجراءات استعجالية للنهوض بالاقتصاد الوطني وإعطاء دفع للاستثمار. وهذا من خلال اطلاق خطة الانعاش الاقتصادي في ظل بروز تحديين كبيرين. ويتمثل الأول في استمرار تراجع أسعار النفط، والثاني تداعيات جائحة كوفيد 19.
وبالرغم من التحديات المذكورة، إلا أن بلادنا استطاعت أن تلبي الحاجيات الاساسية للمواطن وتواجه الاثار الناجمة عن الجائحة. كما ان اطلاق مشروع الانعاش الاقتصادي الذي يهدف الى تحقيق الرفاه الاجتماعي من شأنه السماح لبلادنا بالاستثمار في عمقها الاستراتيجي. حيث شكل انضمام بلادنا للمنطقة الافريقية للتبادل الحر مكسبا هاما من شأنه إعطاء دفع قوي للتجارة الخارجية.
ومن جانب آخر، تم اتخاذ اجراءات لتسهيل منح القروض ودعم المؤسسات الناشئة للاستثمار في إفريقيا.
الاهتمام بمناطق الظل
شكل قرار رئيس الجمهورية، الرامي لتسليط الضوء على المناطق المحرومة والنائية ارتياحا كبيرا في الأوساط الشعبية. واعتبرته مؤشرا حقيقيا للإرادة التي تحذو القيادة السياسية للبلاد، لتحقيق تنمية مستدامة وفق عدالة اجتماعية حسب مقتضيات دولة الحق والقانون.
وإلتزم رئيس الجمهورية بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة والدعم الاجتماعي للطبقات الهشة والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن.
ذاكرة الأمة خط أحمر
وتعزز التماسك الاجتماعي الوطني من خلال الاهتمام البالغ المستحق الذي أولته بلادنا لملف الذاكرة الوطنية.
وقد تجلى ذلك من خلال دسترة بيان أول نوفمبر الى جانب المجتمع المدني في دستور نوفمبر 2020.
عودة قوية للجزائر في الساحة الإقليمية والدولية
وتحدثت مجلة الجيش عن العودة القوية للجزائر على الساحة الاقليمية والدولية. ومكن هذا المكسب من تسجيل الدبلوماسية الجزائرية حضورها بالمنابر القارية والدولية، خاصة بشأن الازمات التي تعاني منها منطقة الساحل عموما.
ولم تفوت بلادنا الفرصة للتأكيد على مواقفها الثابتة اتجاه المقاربات السلمية في حل هذه الازمات. وكذا موقفها الداعم للقضايا العادلة والتزامها بالمساهمة في الجهود والمبادرات الرامية لإحلال الامن والسلم في المنطقة.
التحول في محتوى الخطاب الإعلامي والرسالة الإعلامية
قطعت الجزائر أشواطا هامة في مجال الاعلام والاتصال اولها التحول في محتوى الخطاب الاعلامي والرسالة الاعلامية.
وأشارت لتخصيص رئيس الجمهورية لقاءات دورية مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
تحديات ورهانات المرحلة القادمة
حسب مجلة الجيش، يشير مختصوا التنظير في المجال السياسي إلى أن تحقيق التغيير يصاحبه في أغلب الأحيان حدوث اختلالات.
ومن أهم التحديات التي ستواجه بلادنا في المرحلة المقبلة، محاولة رموز الفساد العودة الى الساحة باستعمال كافة الطرق. وذكرت بإنهاء رئيس الجمهورية لمهام بعض المسؤولين على خلفية عدم تطبيقهم لقرارات الحكومة.
كما شهدت بلادنا بعض الحوادث المشبوهة على غرار نقص السيولة المالية وتذبذب التزود بالمياه. إلى جانب انتشار جرية اخرى في حق البيئة وهي حرق الغابات، والتي كشفت التحقيقات تورط بعض الجهات فيها.
الأمن الإقليمي التحدي الأكبر
يبقى الأمن الإقليمي وانعكاسه السلبي على الأمن الوطني يشكل تحديا كبيرا لبلادنا. وهذا نظرا لتفاقم التهديدات الامنية بالجوار ومنطقة الساحل عموما.
مخلفات كورونا الاقتصادية
ستشكل الآثار الاقتصادية المرتبطة بجائحة كورونا احدى ابرز التحديات التي تواجهها الجزائر.
وتحدثت مجلة الجيش عن تذبذب اسعار البترول الامر الذي يؤثر على مداخيل الدولة. وكذا عجز الميزانية مع توقعات في انكماش النمو الاقتصادي.