
أثارت ظاهرة عدم سقوط الامطار لمدة تزيد عن شهرين تخوفات متزايدة لدى مزارعي ولاية الشلف، بعد ان صرفت أموال كثيرة خلال بداية موسم الحرث والبذر على اقتناء اليذور بأنواعها لاعتبار أن ولاية الشلف تعد ولاية فلاحية بامتياز وجل أراضيها خصبة لزراعة الحبوب والبطاطا وغيرها خاصة ببلديات الهرانفة وعين مران ويوزغاية ومن واد الفضة شرقا حتى بوقادير غربا وحتى الجهة الشمالية والجنوبية منها.
ويطالب الفلاحون من السلطات تسهيل تقديم رخص لحفر آبار، سيما وأن مناطق الهرانفة وعين مران تزخر بثروة مائية هامة ومع بقاء البذور المزروعة تحت الأتربة دون ري أو أمطار يزيد من المخاوف والقلق.
والمعروف ان ولاية الشلف سجلت خريفا استثنائيا من حيث سقوط كمية كبيرة من الامطار على غرار باقي ولايات الوطن حاليا يعيش الفلاحون على أعصابهم تخوفا من شبح الجفاف سيما وان كثير من المزارعين لا يملكون دخلا ويقتاتون فقد مما تدره عليهم أراضيهم سنويا الا ان الكثير منهم لازال يتشبث بأماله وأمانه أن يكون موسم خير وربح.
زفت، مسؤولة الاتصال بالديوان الوطني للأرصاد الجوية بشرى لهؤلاء مفادها تساقطًات مطريًة بدءًا من السبت القادم، ولفتت إلى أنّ تأخر تساقط الأمطار بعدة مناطق من الوطن خلال فصل الشتاء الحالي، ناجم عن مرتفع للضغط الجوي متمركز بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وأنه من المبكر جدا الحديث عن مرحلة جفاف.
و أكد ذات المصدر، أن الضغط الجوي المرتفع والقوي المتمركز حاليا بمنطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يمسّ أيضًا دول جنوب المنطقة، أصبح يشكل حاجزا لتسربات الهواء البارد ودفعها نحو مناطق أخرى، إلا أنه من المتوقع أن يتغير هذا الوضع في غضون الأيام القليلة القادمة.
وأضاف المصدر ذاته، أن وضع الطقس بالجزائر يمرّ بفترة استقرار فيما يخص انعدام التساقط المطري، حيث يلاحظ أن عدد الأيام الجافة خلال فصل الشتاء الحالي أقل من تلك التي عرفت تساقط للأمطار، مؤكدة في السياق ذاته أن المتوقع هو تغير هذا الوضع ابتداءً من السبت القادم وما يليه من أيام خلال الشهر نفسه.
ويذكر أن خلال السنوات الثلاث الماضية 2019، 2020 و2021، تم تسجيل الظاهرة المناخية نفسها، أي تأخر تساقط الأمطار خلال شهري ديسمبر وجانفي إلى غاية العشر أيام الأخيرة من شهر فيفري، وتسجيل لاضطرابات جوية رافقها تساقط للثلوج خلال شهري فيفري ومارس، ويُرتقب تغيير في الوضعية الجوية الحالية بزوال المرتفع الجوي المتمركز بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وذلك بتسرب الهواء البارد للمناطق الشمالية للبلاد.
ولذا طمأن مختصون كذلك في الأحوال الجوية ان الوضع الجوي هو طبيعي جدا ومعتاد خاصة في شهر ديسمبر وحتى بداية شهر جانفي والٱن الطقس يتميز بسيطرة مطلقة للمرتفع الجوي الآزوري الذي بسط سيطرته المطلقة.
ويستدل هؤلاء المختصون بالرجوع للسنوات الماضية و يلاحظ لديهم تشابه بين الموسم الحالي و موسم 2017 الذي تميز بخريف جيد من ناحية الأمطار ومع بداية الشتاء تمركز المرتفع الجوي الآزوري الى غاية منتصف شهر جانفي بعد ذلك حدث الانفراج وكان شتاء ممطرا بسلسلة منخفضات جوية استمرت لغاية بداية شهر مارس للتذكير أدى الوضع الى فيضان واد الشلف بكرميلية نهاية شهر جانفي 2017، وتنوه ذات المصالح، كلما كان المرتفع الجوي الآزوري مسيطرا خلال هذه الفترة الا وكان بعدها بشائر الخير والانفراج خلال الأشهر القادمة.
هذا وقد سجلت كما هو معلوم ميغاثية معتبرة جدا خلال شهر نوفمبر الفارط وبداية شهر ديسمبر تعدت 200 ملم بالشلف مركز و400 ملم بتنس والمناطق الساحلية المجاورة لها وهي كميات لم تسجل منذ سنوات السبعينات.
ب. خليفة