تكنولوجيا

“تحذير: محادثات “تشات جي بي تي” قد تظهر على “جوجل” وتهدد خصوصيتك”

في تطور أثار قلقا واسعا بين المستخدمين والخبراء. كشف تقرير تقني حديث أن محرك البحث الشهير  قوقل بدأ في إدراج محادثات المستخدمين مع منصات الذكاء الاصطناعي. من بينها محادثات “تشات جي بي تي”. ضمن نتائج البحث المفتوحة على الإنترنت. ما يعني أن محادثات ظن أصحابها أنها خاصة باتت متاحة لأي شخص يقوم ببحث بسيط. وهو ما دفع عدداً من المختصين في الأمن الرقمي إلى وصف الأمر بـ”الاختراق غير المرئي” لخصوصية الأفراد. خاصة أن بعض تلك المحادثات تتضمن معلومات شديدة الحساسية.

 

 محادثات “تشات جي بي تي”: كيف تسربت المحادثات؟

الخلل لا يكمن في محرك البحث نفسه، بل في خاصية “مشاركة المحادثة” التي تتيحها المنصة للمستخدمين. فعند الضغط على خيار المشاركة، يمنح المستخدم رابطا يمكنه نسخه وإرساله للاخرين. ومعه مربع اختياري صغير يتيح للمستخدم الموافقة على أن يدرج هذا الرابط ضمن محتوى الإنترنت الذي يمكن لمحركات البحث الوصول إليه.

وفي حال تفعيل هذا الخيار. فإن الرابط يصبح قابلاً للفهرسة والظهور في نتائج البحث العلنية. بينما في حال تركه دون تحديد، تبقى المحادثة خاصة ولا تظهر للعامة.

الخطير في الأمر، أن الكثير من المستخدمين لا يدركون بدقة كيف يعمل هذا الخيار. أو يقومون بتفعيله دون معرفة حقيقية بتبعاته، ما يجعلهم عرضة لمشاركة محادثات تحتوي على اعترافات شخصية. أو تجارب نفسية، أو حتى بيانات حساسة دون قصد، لتتحول تلك التفاعلات إلى مادة مفتوحة أمام الجميع.

 

مخاوف حقيقية من الانكشاف النفسي والاجتماعي

في بعض الحالات، تضمنت المحادثات التي ظهرت على محركات البحث سردا مفصلا لتجارب مؤلمة. مثل الإدمان، والتعرض لعنف أسري، والمشكلات العاطفية والنفسية.

بل أشار بعضها إلى اضطرابات عقلية وأفكار سوداوية. وهي محتويات كان من المفترض أن تبقى في إطار محدود. لكنها ظهرت فجأة في الفضاء العام. ما يهدد بانكشاف أصحابها، خاصة في حال تضمينهم لمعلومات تحدد هويتهم مثل الأسماء أو الأماكن أو الوقائع الحياتية الخاصة.

ويذكر أن كثيرا من مستخدمي هذه المنصات يلجأون إليها كنوع من “الفضفضة الرقمية” أو الدعم النفسي البديل. دون أن يدركوا أن هذه المنصات ليست ملزمة بالحفاظ على السرية كما يفعل المختصون في العلاج النفسي أو الاستشارات القانونية.

بل إن بعض الشركات المطورة قد تجبر قانونياً على تسليم المحادثات إلى الجهات المختصة إذا صدر أمر قضائي بذلك. وهو ما يجعل من الضروري التفكير ملياً قبل التفاعل مع هذه المنصات بطريقة شخصية أو مكشوفة.

 

غياب الوعي الرقمي يزيد من تعقيد الأزمة

المشكلة لا تقف فقط عند مستوى التقنية أو الأنظمة، بل في الوعي الرقمي العام. فالكثير من المستخدمين لا يقرأون التنبيهات المصاحبة لميزات المشاركة، أو لا يدركون الفرق بين الروابط العامة والروابط الخاصة.

كما أن بعض التطبيقات لا تتيح للمستخدم فرصة تحديد ما إذا كان يريد فهرسة المحادثة أم لا، مما يجعل الأمر خارج سيطرته، ففي النسخ المخصصة للهواتف المحمولة، على سبيل المثال. لا يظهر الخيار الخاص بإدراج الرابط ضمن نتائج البحث. ما يترك فجوة واضحة في القدرة على التحكم بالخصوصية.

ورغم أن الشركات المطورة تذَكِّر المستخدمين بعدم مشاركة أي معلومات شخصية أو حساسة. إلا أن طبيعة التفاعل الإنساني قد تدفع البعض للكشف عن أمور شخصية دون أن يشعروا بخطورة ما يفعلونه.

خاصة في لحظات التوتر أو البحث عن دعم عاطفي سريع. وهذا ما يجعل المنصات الذكية بيئة محفوفة بالمخاطر إذا لم تستخدم بحذر ومسؤولية.

بينما تستمر المنصات في تطوير أدوات تحذيرية وتوضيحية بشأن كيفية استخدام ميزات المشاركة/ تبقى مسؤولية المستخدم هي الأساس، فمعرفة كيف تعمل الأدوات التي نستخدمها يوميا/ والتدقيق في خيارات الخصوصية،وتجنب مشاركة التفاصيل الحساسة/ كلها خطوات ضروريةلحماية أنفسنا من التسرب غير المقصود لمعلوماتنا، في عالم لم يعد يرحم الغافلين عن أبجديات الأمن الرقمي.

 ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى