الحدث

بفضل مجهودات أفراد الجيش الشعبي الوطني بالنعامة

تحويل المئات من الهكتارات المغروسة بالألغام إلى أراضي صالحة للاستثمار

لا يزال خط موريس الذي جعلته فرنسا منطقة مزروعة بالألغام، يفتك بالضحايا الجدد، ولكن بفضل مجهودات أفراد الجيش الشعبي الوطني، تمكن في ظرف قياسي من تطهير المئات من الهكتارات وتحويلها إلى حقول فلاحية وأوعية صالحة لإقامة مشاريع للبناء.

 

كشفت مديرية المجاهدين بولاية النعامة، أن الألغام الاستعمارية التي زرعت على طول خط شارل وموريس، خلفت خسائر بالغة في الأرواح وألحقت عاهات مستديمة لمن نجى منهم من الموت. كما فعلت فعلتها بقطعان الماشية ورعاة الغنم الذين تناثرت أشلاؤهم في المراعي البعيدة، حيث يعاني ضحايا الألغام بولاية النعامة، والذين مازالوا على قيد الحياة والبالغ عددهم 105 ضحية من فظاعة الإصابات التي تعرضوا لها.

 

ضحايا الألغام يطالبون بتعويضات عن أضرار الألغام التي لحقت بهم

طالبت الجمعية الوطنية لضحايا الألغام، بضرورة التكفل بمطالبهم والتعويض عن الضرر الذي لحقهم من الإرث الثقيل للاستعمار الغاشم، وإدراجهم مع فئة المجاهدين أو أبناء المجاهدين ووضع لهم راتب محترم يليق بهم، بعدما فقدوا أجزاء من أجسادهم بسبب أضرار الألغام التي لحقت بهم وأصبحوا عاجزين عن الحركة.

ومن جهتها، كشفت المديرية الوصية في تصريحات سابقة، أنها سهرت على ضمان منح قارة لفائدة أزيد من 105 أشخاص من ضحايا الألغام، حيث تختلف المنحة المخصصة لهذه الفئة، حسب نسبة الضرر، كما تم تسجيل 11 ضحية من الألغام المدنية بالإضافة إلى تسوية عدة وضعيات أخرى.

 

قيادة الناحية العسكرية الثانية تقوم بتطهير مساحة 4230 هكتارا

استطاع الجيش الوطني الشعبي وعلى مدار سنوات عديدة، تطهير الولاية من الألغام وتسليم المناطق المطهرة للبلديات، ليتم استغلال بعضها في الحقل الزراعي، ولعل آخر منطقة مطهرة هي المدخل الشرقي لبلدية مكمن بن عمار، واختارت قيادة الناحية العسكرية الثانية شعار هذه العملية (بدل كل لغم وردة). هذا، ويبلغ إجمال المساحات المطهرة بولاية النعامة 4230.84 هكتارا، حيث تم  نزع أكثر من 236000 لغم على طول 957 كلم، بمناطق بن عمار القصدير، جنين بورزق، مغرار والحرشاية.

 

أوعية عقارية كانت محرمة على السكان تتحول إلى مشاريع إنمائية

بعدما كانت العديد من العقارات والمساحات الشاسعة محرمة على السكان، وحتى الاقتراب منها تحولت هذه الهكتارات بمنطقة الحرشاية، جنين بورزق ومغرار، إلى مشاريع بناءات سكنية ريفية فوق حقول الألغام، بعد انتزاعها من طرف أفراد الجيش الشعبي الوطني، إلى جانب مزارع ومحيطات فلاحية تدر بخيراتها على سكان الولاية.

وقبل عمليات التطهير الناجحة التي قامت بها وحدات الجيش الوطني الشعبي، كانت عملية الرعي بالقرب من المحيطات الفلاحية المزروعة بالألغام تساهم في رفع عدد الإصابات، حيث اختفت معالم الحقول الملغمة وبات الوقوع في الفخ سهلا، لاسيما بالنسبة للرعاة المتنقلين الذين لا يعرفون المنطقة، وأيضا أصبحت هذه المتفجرات كلعبة بيد الأطفال الذين يجهلون خطرها، كما ساهمت العوامل الطبيعية، لاسيما الأمطار الغزيرة في نقل الألغام نحو الأودية، ومن ثمة باتجاه التجمعات السكانية، وهذا ما رفع كذلك عدد الإصابات.

 

244 ضحية منها 61 حالة وفاة

تؤكد الإحصائيات الرسمية أن عدد ضحايا خط موريس اللعين بعد الاستقلال يكون قد فتك بأزيد من 244 ضحية، من قد سقطوا جراء اقترابهم من أسلاك الموت بكل من بلديات مكمن بن عمار، جنين بورزق، مغرار، النعامة والعين الصفراء، حيث يتم التكفل بالضحايا وتقديم لهم العلاجات الطبية اللازمة، ومن بين المصابين من يرافقهم أخصائيين نفسيين، كما تتكفل مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع مديرية المجاهدين بتخصيص منحة بسيطة حسب درجة الإصابة .

 

الجيش ينهى كابوس خط موريس ويساهم في تطهير الأراضي الفلاحية

تمكنت وحدات أفراد الجيش الشعبي الوطني من تحرير مساحة 4230.84 هكتار من الأراضي الفلاحية والرعوية، ممتدة على مسافة 957.57 كلم عرض يتراوح ما بين 25 إلى 50 متر، وهذا الى غاية 2016 أين تم استكمال نزع الألغام.

هذه العملية التي عرفتها ولاية النعامة بداية من سنة 2008، شملت 3 مراحل، حيث انتقلت المرحلة الأولى يوم 27 جويلية 2008 وانتهت في 6 جوان 2010 وشملت تطهير 418 هكتارا ممتد على 79 كلم، في حين انطلقت المرحلة الثانية في 27 جوان 2010 وامتدت إلى 22 جوان 2011 ، مما مكن من تطهير 76 هكتارا، فيما انتهى الشطر الثالث الذي انطلق يوم 23 جوان وانتهى يوم 15 جانفي 2012 بعد تطهير 45 هكتارا من الألغام، حيث لا تزال المجهودات متواصلة من طرف أعوان الجيش الوطني الشعبي.

يبقى في الأخير خط موريس اللعين يكلف الجزائر خسائر في الأرواح البشرية التي لم تعترف بها فرنسا، والمصنفة ضمن الجرائم اللاحقة، وهذا بعد أن الحق بها خسائر أخرى اقتصادية هامة من خلال حرمان السكان من أراضيهم الزراعية والفلاحية والرعوية.

ابراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى