تكنولوجيا

بفضل الذكاء الاصطناعي

أول طفل يولد بتقنية التخصيب الآلي

في حدث علمي غير مسبوق، أعلن باحثون عن ولادة أول طفل باستخدام تقنية التخصيب الآلي التي تعتمد كليا على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، دون أي تدخل بشري مباشر. يمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال الإنجاب المساعد، ويفتح الباب أمام أسئلة حول مدى قدرة التكنولوجيا على التعامل مع أدق تفاصيل الحياة البشرية.

كيف تمت عملية التخصيب الآلي؟

عادة، تعتمد عمليات التلقيح الصناعي على أطباء متخصصين يقومون بحقن الحيوان المنوي يدويا داخل البويضة باستخدام أدوات دقيقة تحت المجهر. لكن التقنية الجديدة غيرت هذا النهج تماما، حيث تولى نظام آلي متكامل جميع المهام بدقة متناهية.

يعتمد النظام على خوارزميات ذكاء اصطناعي لتحليل الحيوانات المنوية واختيار الأكثر صحة منها، ثم يستخدم ذراعا روبوتيا لالتقاط الحيوان المنوي وحقنه في البويضة باستخدام أشعة ليزر دقيقة. كما يتولى النظام مراقبة تطور الجنين واتخاذ قرار تجميده في الوقت المناسب. كل هذه الخطوات، التي يبلغ عددها 23 مرحلة، تتم دون أي تدخل بشري، مما يضمن دقة غير مسبوقة.

تفاصيل التجربة الناجحة

جاءت هذه النتيجة بعد تجربة شملت سيدة في الأربعينيات من عمرها سبق أن فشلت لديها محاولة سابقة للتلقيح الصناعي. في التجربة الجديدة، تم تخصيب 05 بويضات باستخدام النظام الآلي، بينما خصبت 03 بويضات أخرى بالطريقة التقليدية للمقارنة.

المثير للدهشة أن العملية الآلية لم تستغرق سوى عشر دقائق لكل بويضة، على الرغم من أن الفريق الطبي كان يتحكم فيها عن بعد من مدينتين تفصل بينهما آلاف الكيلومترات. وقد نجحت 04 من البويضات المخصبة آلياً في النمو بشكل طبيعي، وتم نقل أحد الأجنة إلى رحم الأم، مما أسفر عن ولادة طفل سليم دون أي مضاعفات.

أهمية هذا الإنجاز العلمي

يعد هذا التطور علامة فارقة في تاريخ الطب، حيث يقدم حلولا مبتكرة للتحديات التي تواجه عمليات التلقيح الصناعي التقليدية. فبالإضافة إلى زيادة الدقة والكفاءة، يقلل النظام الجديد من الاعتماد على العامل البشري، مما يحد من الأخطاء المحتملة الناتجة عن التعب أو الاختلاف في المهارات بين الأطباء.

كما تفتح هذه التقنية الباب أمام إمكانية إجراء عمليات التخصيب عن بعد، مما يسهل وصول الخدمات الطبية المتخصصة إلى مناطق نائية أو دول تعاني من نقص في الخبرات الطبية. ويعتقد العلماء أن التطويرات المستقبلية ستجعل هذه العمليات أسرع وأكثر دقة، مما يعزز فرص نجاحها على نطاق أوسع.

أسئلة أخلاقية وتحديات مستقبلية

رغم الإبهار العلمي الذي يمثله هذا الإنجاز، إلا أنه يطرح تساؤلات حول حدود تدخل التكنولوجيا في العمليات الحيوية للإنسان. فهل يمكن أن يصبح الإنجاب عملية آلية بالكامل؟ وما هي الضوابط الأخلاقية التي يجب وضعها لتنظيم هذه التقنيات؟

يبقى الجواب على هذه الأسئلة موضوع نقاش بين العلماء والمشرعين، لكن ما لا شك فيه أن ولادة أول طفل بتقنية التخصيب الآلي هي بداية عهد جديد في عالم الطب، يحمل وعودا كبيرة لمستقبل الإنجاب البشري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى