الجهوي‎

بحي السوناتيبا بتيارت.. حملة شاملة لتنظيفسوق “بوزوينة ميلود”

شرعت السلطات المحلية في تيارت الاثنين في تنفيذ حملة تنظيف واسعة النطاق. استهدفت سوق “بوزوينة ميلود” الشعبي بحي السوناتيبا، حيث تم نشر فرق متخصصة من مصالح النظافة والصيانة التابعة للبلدية في ساعات الصباح الأولى.

 

وقد اعتمدتهذه العملية على استخدام مواد مطهرة قوية، خاصة الكلور، لضمان التعقيم الشامل للأرضيات والمساحات التجارية، وذلك في محاولة جدية للقضاء على مصادر التلوث التي تراكمت نتيجة النشاط التجاري المكثف الذي يشهده هذا السوق الحيوي يوميا.

كما شاركت في هذه المبادرة عدة مؤسسات حكومية ذات علاقة، على رأسها المؤسسة العمومية للتحسين الحضري والنظافة المعروفة باسم “تيارت نظافة”، بالإضافةإلى مركز الردم التقني “سيوتي”، مما أضفى طابعا تنسيقيا شاملا على العملية.

وفي هذا السياق، أوضح عضو المجلس الشعبي البلدي “عبد الرحمن بخلفة”،أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطة دورية منتظمة تنفذها البلدية كل أسبوعين تقريبا للحفاظ على معايير النظافة في الاسواق الشعبية. وقال: “نحرص على تطبيق برنامج دوري للتنظيف يشمل جميع الأسواق التي تشهد حركة مكثفة من المواطنين،وقد استخدمنا اليوم الكلور والمياه لضمان بيئة صحية مناسبة للجميع”.

وبالتوازي مع ذلك، كشف المسؤول البلدي عن وجود نظام رقابي دقيق لمراقبة مصادر المياه المستعملة في الأنشطة التجارية داخل السوق، حيث تحتفظ مصلحة الوقاية والصحة بقاعدة بيانات شاملة تتضمن هويات الأشخاص الذين يوردون المياه، وذلك لضمان عدم استخدام مصادر ملوثة قد تشكل خطرا على الصحة العامة.

من ناحية أخرى، سلطت وردة وسيلة خالدي، رئيسة مصلحة الصحة والوقاية في بلدية تيارت، الضوء على الاسباب التي دعت الى تنظيم هذه الحملة، مشيرة الى ان الوضع البيئي في السوق قد تدهور بشكل ملحوظ بسبب انتشار التجارة العشوائية غير المنظمة.

وأفادت خالدي بأن “السوق يواجه مشكلة حقيقية في انتشار النفايات، خاصة تلك الناتجة عن الأنشطة التجارية غير الرسمية، والتي أثرت سلبا على المظهر العام للمنطقة ونظافة المحيط”، مؤكدة ضرورة التدخل العاجل لمعالجة هذه الظاهرة.وشددت المسؤولة على أهمية التنسيق المستمر مع الجهات المختصة لمكافحة ظاهرة احتلال الأرصفة من قبل التجار غير المرخصين، لافتة إلى أن “استغلال المساحات العمومية يعرقل حركة المواطنين ويؤثر على الجمالية العامة للمدينة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات حازمة”.

بالإضافةإلى ذلك، تطرقت خالدي الى مشكلة انسداد شبكات الصرف الصحي داخل السوق، والتي تتكرر بسبب تراكم مخلفات النشاط التجاري، مشيرة إلى أن “جهود التنظيف المستمرة التي تبذلها مصالح البلدية تواجه تحديات بسبب قلة الوعي لدى بعض التجار”.

وعلى صعيد متصل، أكد “نور الدين بلاحة”، الأمين العام لبلدية تيارت، أن هذه العملية تمت بتنسيق كامل مع جميع الجهات المعنية، مشيرا إلى أن البلدية تواصل تنفيذ حملات التنظيف الدورية التي تغطي الأسواق والمناطق المحيطة بها.

وقال بلاحة: “ندعو جميع المواطنين والتجار إلى المشاركة الفعالة في الحفاظ على نظافة المدينة”، لافتا إلى أن بعض التجار تسببوا في تفاقم مشاكل النظافة من خلال ممارسات مخالفة للقانون، وأوضح الأمين العام أن البلدية سجلت عدة مخالفات، خاصة فيما يتعلق باستغلال الأرصفة والممرات المخصصة للمشاة، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة شملت مصادرة الطاولات الموضوعة بطريقة غير قانونية،وختم “بلاحة” تصريحاته بالتأكيد على أن “النظافة مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع، ولا يمكن تحقيق النجاح في هذه الحملات دون وجود وعي جماعي يهدف إلى حماية صحة المواطنين والمحافظة على المرافق العامة”.

وتأتي هذه الحملة في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل ملحوظ، مما يزيد من انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، خاصة في الأماكن التي تشهد تراكما للنفايات والمخلفات التجارية.يذكر أن مثل هذه الحملات باتت ضرورة حتمية في ظل التوسع العمراني المتزايد وتنامي النشاط التجاري، بينما تتزايد التحديات البيئية المرتبطة بفصل الصيف، مما يجعل التعاون بين الجهات الرسمية والمواطنين أمرا أساسيا، لضمان بيئة نظيفة وصحية للجميع.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى