الجهوي‎

بجوار المدارس لحماية التلاميذ:

بلدية حاسي القارة بالمنيعة تُعلن "منطقة حظر" دائمة للدراجات النارية

بجوار المدارس لحماية التلاميذ ….في إجراء غير مسبوق يضع سلامة التلميذ فوق كل اعتبار، أصدرت بلدية حاسي القارة بولاية المنيعة قرارًا تنظيميًا صارمًا يهدف إلى اجتثاث الفوضى والأخطار المرورية التي تُشكّلها الدراجات النارية بمحيط المجمعات التعليمية. القرار، الذي يحمل رقم 180 لسنة 2025، ليس مجرد لائحة، بل هو إعلان حازم بتحويل المنطقة المحيطة بالمدارس والمتوسطات والثانويات إلى “منطقة آمنة تمامًا” تخلو من الإزعاج والسرعة المتهورة.

العقوبات تبدأ بـ 30 يوما في المحشر

جاء هذا التحرك البلدي، الذي قاده رئيس المجلس الشعبي البلدي “عبد المالك سعيدات”، استجابة مباشرة للمناشدات المتكررة وملاحظات المصالح الأمنية حول الخطر الداهم، الذي يواجه التلاميذ يوميًا عند فترتي الدخول والخروج.

لم يكتفِ القرار بمنع التجوال والتوقف القاطع للدراجات النارية بجميع أنواعها في محيط الأطوار التعليمية الثلاثة، بل وضع آلية عقابية رادعة تؤكد جديّة التطبيق. فجوهر القرار يكمن في البند الذي ينصّ على حجز الدراجة المخالفة ووضعها في المحشر البلدي لمدة شهر كامل (30 يوما)، مع إلزام المخالف بتحمل كافة التكاليف المترتبة على الحجز.

تنفيذ صارم وشراكة أمنية لضمان النجاح

لضمان عدم تحول القرار إلى حبر على ورق، تم تكليف أجهزة تنفيذية رفيعة المستوى بالإشراف المباشر على تطبيقه، بما في ذلك الأمين العام للبلدية، قائد الدرك الوطني ورئيس الحظيرة. هذه الشراكة بين السلطة المحلية والمصالح الأمنية تعكس إرادة سياسية قوية لحماية محيط الأطفال، وتُرسل رسالة واضحة بأنّ زمن التهاون مع مسبّبي الفوضى المرورية قد انتهى.

حاسي القارة على خُطى بلديات الريادة

لا تُعد حاسي القارة مُبتكرة هذا الإجراء، بل هي تنضم إلى قافلة البلديات الجزائرية الواعية، التي أدركت ضرورة التدخل العاجل لتنظيم محيط المدارس. يُمثّل القرار خطوة نوعية في إرساء ثقافة مرورية مسؤولة تبدأ من محيط بيئة التعلّم، حيث إن أمن الأطفال هو مؤشر على رُقي وفاعلية الإدارة المحلية. ويُعلق نجاح هذا القرار على وعي المواطنين وخصوصا أولياء الأمور، الذين يُعدّ تعاونهم مع المصالح البلدية والأمنية الضمانة الأساسية، لكي يُثمر هذا الجهد ببيئة تعليمية خالية من كلّ ما يُهدد سلامة فلذات أكبادنا.

الهوصاوي لحسن 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى