
أجمع أساتذة وباحثون في الطبعة السابعة لليالي الخط والمخطوط بتلمسان على ضرورة إبراز أهمية المخطوطات الجزائرية في حماية و تعزيز الهوية الوطنية والتعريف بالتراث الحضاري والإبداعي الثقافي والعلمي الذي تزخر به الجزائر كارث ثقافي يضرب في عمق التاريخ وعرفت الطبعة التي أقيمت بمسجد سيدي بلحسن وقصر الثقافة حضورا ثريا ومتنوعا لأساتذة وباحثين من عنابة الاغواط تيسمسيلت وتلمسان أبرزو تاريخ الخط الإسلامي في لقاء روحاني منوع من تنظيم وأشراف المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان وأكد الباحث محمد النذير شلالي صاحب خزانة مخطوطات من ولاية عنابة خلال مداخلته حول دور خزانات المخطوط في الحفاظ على الهوية وكتاب التاريخ في الجزائر خزانة عائلة الشلالي انمودجا أن هناك عدة جوانب ساهمت فيها خزانات المخطوطات في كتابة التاريخ الثقافي والعلمي حيث حافظت بذلك على هوية المجتمع العلمية والتاريخية وانتمائه العربي الإسلامي معتبرا أن جمع المخطوطات من بين وسائل المحافظة على الخزائن وإظهار تاريخ أعلام ومشايخ الزاويا بحيث يرصد سيرهم وأخبارهم وجهادهم ورحلاتهم في طلب العلم والإجازة في مختلف المناطق أما الأستاذ محمد بن عزوزي من مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط فتعرض إلى السمات الفنية للحلية النبوية الشريفة مؤكدا أنها لوحة مستقلة مزخرفة ومؤطرة بأطر زخرفية بديعة عليها كتابات خطية متنوعة بالخط العربي تبارى الخطاطون في إتقانها وتعد نموذجا متميزا يكتبه الخطاطون وتتكون من أسطر عديدة تكتب بخط الثلث والنسخ وعادة التعليق الفارسي وبعض الخطوط الأخرى في العصر الحديث فيما أبرز محمد إلياس بومديني من ملحقة تلمسان للمركز الوطني للمخطوطات خلال مداخلته حول التراث الوثائقي في عصر الإنسانيات الرقمية أن استثمار الإمكانيات الفائقة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من اجل ترقية أساليب ومناهج البحث في مجال العلوم الإنسانية ورقمنة المخطوطات سبيلا لإتاحة هذه المعلومات والاستفادة منها في الأبحاث العلمية والثقافية مضيفا أنه يتوجب على المراكز الحافظة لهذا التراث مسؤولية إتاحة المقتنيات الموجودة لديها التي يطلبها الباحثون لافتا أن هذه التكنولوجيات الحديثة أزالت الحواجز التقليدية التي كانت تقف حائلا أمام إتاحة المعلومات التراثية من مسافات جغرافية وظروف اقتصادية بحيث ظهر لدى الباحثين مجالات جديدة للبحث أبرزتها التطبيقات لتجميع مصادر المعلومات من مختلف الأماكن والمجالات وللتحكم في النصوص والصور الرقمية بأساليب جديدة وتم بالمناسبة تقديم مداخلة تطبيقية من طرف الخطاط جيلالي فرجاني من ولاية تيسمسيلت حول خط الرقعة بين الكلاسيكية والضرورة الجمالية من خلال محاكاة الخطاط محمد عزت أفندي تطرق من خلالها إلى خصائص خط الرقعة مع شرح لحروفه المفردة وزاوية الكتابة وبعض أسرار هذا الخط الجميل وفي الليلة الثانية نظم معرض فني بعنوان أسماء الله الحسنى بقصر الثقافة “عبد الكريم دالي ضم 100 لوحة فنية لمختلف أنواع الخطوط العربية للفنان الحروفي نور الدين كور من وهران إلى جانب إقامة ورشة في الخط العربي وفن الحروفية وأكد مدير المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي أحمد لصنوني أن هذه الطبعة تهدف إلى التعريف بخزائن المخطوطات والقائمين عليها وتسليط الضوء على تقاليد نساخة وصناعة المخطوط الإسلامي وطرق توظيف التكنولوجيا والذكاء الصناعي في فهرسة ودراسة التراث المخطوط ويؤكد مدير المتحف أن هذه الطبعة جاءت لتبرز دور المخطوطات التي دونت على مر العصور لتقريب كل جانب من جوانب الفكر الإسلامي وثقافته فيما يختص بالتراث الإسلامي وقد تم الإعلان الرسمي عن نتائج المسابقة الوطنية للحلية النبوية الشريفة .
ع جرفاوي