تتجدد كل سنة مخاوف المواطنين في ولاية النعامة، سيما قاطني البلديات والمناطق النائية من خطر السباحة التي تستهوي أطفالهم هروبا من درجات الحرارة اللافحة، حيث تقودهم البراءة إلى أحواض سقي المنتوجات الفلاحية داخل البساتين والمحيطات دون أدنى فكرة عن مخلفـات المجـازفة في هذه الأماكن الـتي تفتـقر إلى الشروط الصحية من جهة والسلامة من جهة ثانية.
في حين يفضل آخرون الغـطس في المياه المتدفـقة من النـافورات، سيما بمدينتي المشرية والعين الصفراء، وهي الظاهرة التي تحدث عنها بأسف كبير الكثير من المواطنين وبعض الناشطين في القطاع الصحي، وبدرجة خاصة في مدينة العين الصفراء الذين حذروا من خطر انتشار الأمراض عن طريق العدوى في هذه المواضع المفتوحة على الهواء الطلق، وما يحمله من حشرات ناقلة للمرض أو شرب جرعات من هذه المياه الملوثة.
ويبقى سد تيوت في كل صائفة وجهة أخرى لأطفال المنطقة والمناطـق المجاورة لها وحتى الأطفال القادمين من جهات أخـرى، سواء داخـل تراب ولاية النعـامة أو من خـارجها في إطار الرحلات السياحية، حيث يقدم الجمـيع على السباحة والغطس في البرك المائية المتناثرة على امتداد الوادي معرضين حياتهم لخطر الغرق في الأوحال، خاصة بعد القفز من الصخور والمرتفعات، ما يعرضهم للغوص في هذه الأوحال المـترسبة والهـلاك فيها.
وما يزال المواطنون يحتفظون بذكريات بالكثير لحالات الغرق التي كان ضحيتها أطفال قادهم الفضول للتمتع ببرودة مياه السد، فوجدوا أنفسهم في تعداد الموتى والبحث عن جثثهم من مصالح الحماية المدنية التي كانت تستغرق ساعات في جو مشحون بالغضب.
النعامة: ابراهيم سلامي