
السيدة والإعلامية كاميلة عمور من الجزائر العاصمة، إمرأة متميزة في الفضاء الجمعوي، وبصمت حضورها المتفرد في المجتمع المدني ولازالت تسهم بجهودها وإمكانياتها وتجربتها في تفعيل الأنشطة باختلافها على مستوى الجزائر العاصمة بشكل خاص.
كاميلة عمور فاعلة جمعوية وصانعة محتوى رقمي، تجمع بين النشاط الميداني الرقمي، حيث تسعى من خلال مبادراتها إلى تعزيز قيم التضامن الإنساني، نشر الوعي المجتمعي، والدفاع عن قضايا المرأة والشباب. كما أنها عُرفت بحضورها القوي على منصات التواصل الإجتماعي، أين تشارك محتوى توعويا وفكريا يمس مختلف القضايا الإجتماعية والفكرية، ما جعلها تحظى بمتابعة واسعة وتفاعل ملحوظ من مختلف الشرائح.
إلى جانب نشاطها الرقمي، شاركت في الحياة الجمعوية من خلال المشاركة في المبادرات الخيرية والثقافية التي تهدف إلى تمكين الفئات الهشة وتعزيز روح المواطنة الفاعلة وتؤمن بأنّ التغيير الإيجابي ينطلق من الوعي والمعرفة، وهو ما تجسده في رسالتها التي تجمع قوة الكلمة ورقي العمل
من أين تريدين أن نبدأ؟
أقول بتواضع شديد عن نفسي، صحفية حرة ومالكة وكالة إشهار سمعي بصري، درست انجليزية وعلوم الإعلام والاتصال سمعي بصري بجامعة الجزائر وعملت في الصحافة المكتوبة والالكترونية وفي قنوات باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، حاليا عضو في اتحاد الصحفيين الجزائريين. منظمة مخصصة للشباب وأنّ أقصى نجاح يمكن أن يحققه المرء، هو الارتقاء الروحي والرضي بكل ما قسمه الله، هو الحب غير المشروط، هو النضال في سبيل الله. لقد نشطت مع عدة جمعيات ذات طوابع مختلفة سياسية تثقيفية اقتصادية طبخ وغيرها من المجالات المختلفة، ولقد إنتخبت مؤخرا لمنصب رئيسة مجلس ولائي لمنظمة وطنية تختص بالشباب
حدثينا عن المشاريع التي تشرفين عليها؟
لدي عدة مشاريع مسطرة على غرار القيام بتكوينات في الذكاء الاصطناعي إلى جانب إدراج الشباب من أجل إكتشاف طاقاتهم في شتى الميادين، فضلا عن تسطير مشاريع أخرى في صميم إهتمامات وانشغالات المرأة والشباب
ما هي أهم النشاطات التي قمت بها؟
(01)- في المجال الإجتماعي: حملات تضامنية مع العائلات المعوزة إلى جانب توزيع مساعدات غذائية وملابس خاصة في المناسبات الدينية والوطنية، وأيضا مرافقة الفئات الهشة (الأرامل، الأيتام وكبار السن).
(02)- في المجال الثقافي: تنظيم ملتقيات وأيام دراسية، إقامة ورشات تكوينية في الفنون والآداب، إحياء مناسبات ثقافية وتاريخية لتعزيز الهوية الوطنية
(03)- في المجال التربوي والتوعوي: حملات تحسيسية حول الصحة والبيئة ومحاربة الآفات الإجتماعية، أنشطة توجيهية للشباب حول التعليم والتكوين المهني، مبادرات لترقية القراءة والمطالعة العمومية.
كيف تقيمين تجربتك بولاية العاصمة وخارجها؟
تجربتي في المجتمع المدني كانت في العاصمة وحتى في ولايات أخرى نشارك بإمكانياتنا الخاصة، لكنها تجربة رائعة مليئة بالتحديات ونفتخر بها كثيرا، لأنها زادت في رصيدنا واستفدنا أيضا وحفزتنا على المضي قدما لبذل المزيد من الجهود والعطاء وبشكل خاص تشجيع المرأة والشباب.
الفضاء الجمعوي في أمس الحاجة إلي مشروع بديل، ما تصورك لهذا المشروع؟
في رأيي هناك مناضلون يقومون بأشياء جبارة وجهود لا يفيها وصف أو تقدير بل يضحون بصحتهم ووقتهم وما استطاعوا على ذلك سبيلا ،من أجل تطوير والإرتقاء بالمجتمع المدني في ظل رؤية “الجزائر الجديدة”، وعليه فهم بحاجة إلى تدعيم أكثر وتحفيز أقوى من اجل تحقيق الغاية المنشودة وبلوغ هذه الرؤية المتطورة للمجتمع المدني.
بحكم تجربتك الجمعوية، كيف ترين الجمعيات التي تقودها النساء؟. هل هناك حس تنافسي مع الرجال؟
من خلال تجربتي في المجتمع المدني لم أر فرقا بين جمعيات تترأسها نساء وأخرى رجال، بل العكس من ذلك، هناك حسا تنافسيا وفي غالب الأحيان عملا تكامليا فيما بينهم من خلاله يقدمونه للمجتمع المدني، الذي يبقى الهدف الرئيسي والأول والخير في عملهم الدؤوب ونضالهم المتواصل وعطائهم الفياض. وبالمختصر المفيد حتى أكون منصفة معهم ومعهن، أفضل تسميتهم بـ”السباقون للخير” لأني كنت أستمدّ قوتي منهم ومنهن. لأن النساء كن يتركن حياتهن في المناسبات الغالية مثل الأعياد ولا يفكرن إلا في هؤلاء الناس المعوزين. وفي هذا السياق أقول يا حبذا لو تعاد هيكلة بعض الأمور في المجتمع المدني وتقنينها فقط لأنه مجتمع موازي لمؤسسات الدولة وهو قريب جدا من المواطن البسيط ويستجيب لانشغالاته وطموحاته
ما هي أجمل ذكرى لا زالت عالقة بذهنك؟
أجمل ذكرى هي ذهابي إلى مدرسة خاصة لأطفال متلازمة داون، حين التقيت بهم إحتضنوني وقبلوني بكل حب غير مشروط، هذا الموقف هزني كثيرا، كما رأيت أن في دار المسنين تبكي فبكيت في قلبي كثيرا. كما أن الشيء المفرح فعلا، حين نزور دار النساء بدون مأوى أو المسنين، تاتي هؤلاء النسوة ويقبلونني وكأني واحدة من أهلهم أو عائلتهم.
وجوه تشتاقين إلى رؤيتها بعد طول غياب، ممكن معرفة البعض منها؟
وجوه اشتاق لها كثير، هم الأطفال هذه البراءة المتكاملة، والأمهات في دار المسنين هؤلاء منبع الدفء والحنان والرقة، وكل الأشخاص الطيبين الذين التقيت بهم.
ما هو آخر كتاب قرأته؟ وماذا عن هوايتك؟
أخر كتاب قرأته ، كان بعنوان ” قوة عقلك الباطن”، أما هوايتي فهي المطالعة والرياضة وشغوفة جدا بالطبيعة
هل أنت راضية عما قدمته في المجال الجمعوي؟
من يرضى عما قدمه في حياته من عمل قد يكون مخطئا ،لأني شخصيا أعتبر أن العمل الجمعوي قد أخذ مني حيزا كبيرا من وقتي ولو بوسعي سأفديه كل حياتي لوجه الله وفقط.
بين العمل والبيت والجمعية، أين محلك من الإعراب؟
انا تهاونت قليلا في مجال عملي ونسيت الراحة، لأني كنت في النشاط الجمعوي تقريبا يوميا ليلا ونهار داخل وخارج الولايات والحمد لله
إطرحي سؤالا على نفسك كنت تخافين أن يطرح عليك، ثم أجبي عليه؟
هو لماذا ولجت المجتمع المدني؟ لأنني حساسة جدا وإنسانية بدرجة كبيرة لا يمكن تصور ابتسامة حب من طفل أو أم تبهجني وتنسيني كل التعب
ما هي آخر التداعيات التي تختمين بها هذا الحوار؟
أقول إنما الأعمال بالنيات لكل امرئ ما نوى، والله يشهد على صفاء قلوبنا، ربما لم أقدم أشياء كثيرة لكن نوايانا كانت صادقة لله، وأريد أن أكون فقط ناشطة اجتماعية لكن دون تبعية لأي منظمة أو جمعية. واغتنم هذه المناسبة كي أتقدم بالتحية للصديقة الصحفية المناضلة لي تنشط مرات حتى الليل بدون مقابل في الجمعيات وهي ياسمين جنوحات، وشكرا لجريدة “البديل” التي منحتني هذا الفضاء الإعلامي ومن خلالها لكل القراء الكرام وكل من يقاسمني رغيف الأمل في المجتمع المدني عبر التراب الوطني.
حاورها:رامي الحاج