الثـقــافــة

المهرجان الولائي للفن التراثي بغليزان

4 أيام في حضرة الأصالة والإبداع

احتضنت ولاية غليزان، خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 31 جويلية الجاري، فعاليات المهرجان الولائي للفن التراثي، الذي نظمته الجمعية الشبانية للبيئة والسياحة، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، وسط مشاركة نوعية لعدة فرق فنية وتراثية، وجمهور غفير من محبي الفنون الأصيلة.

 

الانطلاقة من قلب المدينة

دُشنت فعاليات المهرجان ليلة 27 جويلية بقاعة “دنيا زاد” وسط مدينة غليزان، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية، فعاليات المجتمع المدني وأفراد الأسرة الإعلامية، إلى جانب جمهور واسع جاء ليعيش أجواء التراث بنكهته الجزائرية المتنوعة. تميّزت السهرة الافتتاحية بعروض تراثية تنوعت بين العيساوي والبدوي والديواني والقوراري، وأحيَت أولى السهرات فرق: (النجوم العيساوية، الأحباب، أفراح الجزائر، لاڨات 7، الأصالة، الخاوة العيساوية، الأحباب العيساوية)، إلى جانب فرقة “قورارة مينا”، وفرقة “أهل ڨناوة”، الفنان الشعبي “منور بلجة” والشاعر الشعبي “مداح لزرق”.

 

رسالة فنية بهوية جزائرية

المهرجان، بحسب المنظمين، لم يكن مجرد عرض فني، بل تظاهرة ذات طابع ثقافي توعوي، هدفها ترسيخ الهوية الجزائرية من خلال إعادة الاعتبار للفنون التراثية، التي باتت مهددة بالاندثار في ظل تحولات العصر.

وفي هذا الصدد، صرّح رئيس الجمعية المنظمة، “بورشو ياسر”، لـ”البديل”، قائلاً: “حرصنا في هذه الطبعة على تقديم تراثنا اللامادي في حلّة تليق بقيمته، كما فتحنا المجال لفرق محلية ووطنية لإبراز إبداعاتها أمام جمهور عائلي يعطش لمثل هذه المبادرات.”

 

حضور جماهيري وتفاعل لافت

وقد عرفت مختلف سهرات المهرجان حضورًا جماهيريًا كبيرًا، لا سيما من العائلات والشباب، وهو ما أضفى على التظاهرة طابعًا احتفاليًا يُعيد الحياة إلى القاعات والفضاءات الثقافية المحلية. وكانت قاعة “دنيا زاد” خلال أيام المهرجان أشبه بمسرح تراثي مفتوح، حيث تمازجت فيه الإيقاعات والطبوع والرقصات الشعبية، في مشهد ثقافي يؤكد أن للفن التراثي جمهوره الواسع.

 

اختتام على وقع “العيساوي”و”القوراري”

واختتمت فعاليات المهرجان، بسهرة فنية مميزة نشّطها كل من فرقة “الأحباب عيساوة”، التي أبدعت في أداء الأناشيد والأهازيج ذات الطابع الصوفي، تلتها فرقة مينا قورارة، التي قدّمت عروضًا فلكلورية من عمق الجنوب الجزائري، أبهرت الحاضرين بإيقاعات البندير والبارود.

وفي كلمته الختامية، عبّر رئيس الجمعية، “بورشو ياسر”، عن ارتياحه الكبير لنجاح التظاهرة، قائلاً: “الرهان كان على إعادة الثقة في الفعل الثقافي المحلي، وقد نجحنا في ذلك بفضل دعم السلطات، وتجاوب الجمهور، والتزام الفرق الفنية المشاركة.”

إشادة قطاعية واعتزاز فنّي من جهته، ثمّن رئيس مصلحة نشاطات الشباب بمديرية الشباب والرياضة، “زبار عبد الإله”، المجهودات المبذولة في تنظيم هذا الحدث، مؤكدًا أن “المهرجان أظهر أن شباب غليزان قادر على صناعة مشهد ثقافي فعّال حين تتوفر له الإمكانيات والدعم المؤسساتي”، أما الفنان “بلمهدي مصطفى”، قائد فرقة “الأحباب عيساوة”، فقد عبّر عن سعادته بالمشاركة، قائلا: “غليزان منحتنا الفرصة لنعيش لحظات فنية صادقة مع جمهور تواق للفن التراثي، وهذا وسام نعتز به.” وبنفس الحماسة، عبّر الفنان “مراد بوزيان”، رئيس فرقة “مينا قورارة”، عن فخره بالمشاركة قائلاً: “هذه التظاهرة كانت جسرا فنيا بين الصحراء والهضاب، وهي تجربة نأمل أن تتكرر.”

 

التتويج والتكريم

اختُتمت التظاهرة بتكريم جميع الفرق المشاركة، وتوزيع شهادات تقدير، في خطوة ترمز إلى دعم استمرارية هذا الفعل الثقافي، وتشجيع المواهب الشابة على مواصلة الإبداع في مجال الفن التراثي.

بهذا المهرجان، غليزان تُثبت مكانتها الثقافية، وتؤكد مجددًا مكانتها كولاية حاضنة للفن والثقافة، وكمركز لإحياء الذاكرة الفنية الوطنية، في وقت تشهد فيه الجزائر عودة قوية للاهتمام بالموروث الشعبي، كمكوّن أصيل في الهوية الوطنية.

جيلالي.ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى