الجهوي‎

المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية بوادي سوف في طبعته الـ6

غرداية سفيرة الإنسانية، جوهرة الواحات عاصمة ميزاب

بقلم: الأستاذ “الحاج نور الدين أحمد بامون”

 

تعد صحراء الجزائر محور السياحة الجزائرية المركزي، لما تزخر به من عديد الأماكن المبهرة والمناطق السياحية الخلابة، التي تستقطب عديد الزوار، للقيام بالجولات السياحية. صحراء الجزائر بطبيعتها ومناخها ومناظرها ومواقعها الإستراتيجي، مرغوبة منذ قديم الزمان ومحبوبة سياحيا، بحكم ما تحتوي عليه من كنوز وروائع.

إ تميزها البيولوجي والجيولوجي المتنوع، إضافة لما تزخر به محميات طبيعية لمختلف الحيوانات وعديد النباتات النادرة، وما زادها شهرة رحلات السفاري، وتنظيم مختلف الأنشطة الثقافية من مهرجانات شعبية وصالونات والرياضيات كالتزلج على الرمال والسباقات، منها المهاري والفروسية وهواية الصيد والتزلج، ناهيك على مختلف أنواع السياحة سواء الجبلية، الحموية، البيئية، البحثية الأثرية، التراثية والدينية الروحانية مثل الوعدات للأولياء والزوايا. مما يسمح للزوار بالتعرف على مختلف عادات وتقاليد سكان الصحراء، كتراث مادي وغير مادي عريق، منها الأطباق التقليدية والأكلات الشعبية وأنواع الملابس نسائية من ملحفة وغيرها ورجالية منها البرنوس زين الهمة والشأن والقشايية والشاش والبلغ والأحذية الجلدية.

 

تراث طبيعي، ثقافي وتاريخي غني ومتنوع

تعتبر صحراء الجزائر من أكبر صحاري العالم، نظرا لشساعة مساحتها وتحتوي على تراث طبيعي، وثقافي وتاريخي غني ومتنوع. تعد السياحة الصحراوية جوهر المنتوج السياحي الجزائري وتحتوي على 05 خمسة حظائر ثقافية مصنفة، وهي كالتالي: حظيرة الطاسيلي في ولاية إيليزي، الهقار في ولاية تمنراست، وادي ميزاب في ولاية غرداية والحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي في حظيرة توات، قورارة، تيديكلت. ناهيك عن القلاع والأماكن السياحية وغيرهم.

 

معارض الصناعات التقليدية والمنتوج المتنوع

تعتبر معارض الصناعات التقليدية والحرف من بين أبرز وسائل الترويج للمنتوجات المتعددة، حيث تهدف هذه الأخيرة لإبراز جودة المنتوج الجزائري عامة والصحراوي خاصة. الذي بات ينافس نظيره الأجنبي، كما تشكل هذه الأخيرة فرصة لتعزيز الشراكات وتطوير الخبرات والانفتاح على العالم بعد وصول المنتوج الجزائري للأسواق العالمية.

وتعد الصحراء الجزائرية خزانا للكفاءات والإطارات في مختلف المجالات بما فيها السياحية بكافة أنواعها، التي تشكل رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، وتمثل المعارض التي تنظم في الصحراء شكلا من أشكال الترويج السياحي وبابا من أبواب الاستثمار.

 

صالونات السياحة الصحراوية والأسفار، نقلة نوعية مميزة

تعتبر صالونات السياحة الصحراوية والأسفار نافذة للتعريف بالولايات الصحراوية وما تزخر به من تراث وتاريخ، من شأنه أن يشكل دفعا قويا للسياحة بالجزائر، كما يعد سانحة لتبادل التجارب في القطاع السياحي للاستفادة من الخبرات نظرا للتطور المجال السياحي.

 

اختيار ولاية وادي سوف

اختيرت ولاية الوادي، المعروفة بلقب مدينة الألف قبة وقبة، لتكون منصة لهذا الحدث السنوي 2024. بفضل ما تزخر به من موارد سياحية، طبيعية، تاريخية وأثرية تراثية متميزة وكتبان رملية، إلى جانب تراثها المادي واللامادي المتنوع وعاداتها وتقاليدها الأصيلة ومختلف فنونها وطقوسها التي تعكس ثقافة المنطقة برمتها.

إضافة لما لها من رصيد ثري يجمع بين المقومات السياحية، ذو الأهمية التاريخية والثقافية والزخرفة والهندسة المعمارية، ولكونها كذلك من بين الوجهات السياحية الأكثر استقطابا للسواح خلال مواسم السياحة الصحراوية، مما يمنحها مكانة مرموقة ضمن إستراتيجية تطوير السياحة الصحراوية المستدامة التي تستجيب للتطلعات الاقتصادية للبلاد. وعلى ضوء ذلك تقوم وزارة السياحة والصناعات التقليدية والثقافة والفنون، بالحرص على سبيل المثال تنظيم المهرجان السنوي دولي للسياحة الصحراوية، والذي يهدف للتعريف بالصحراء الجزائرية كوجهة سياحية والترويج لها محليا ووطنيا ودوليا.

 

مشاركة ولاية غرداية ممثلة في مديرية السياحة

تمثلت مشاركة ولاية غرداية بمديرية السياحة والصناعة التقليدية ببرنامج ثري ومتنوع فيما يلي: بوفد متعدد بإشراف مديرية السياحة والصناعة التقليدية، بوكالات سياحة وأسفار ومؤسسات فندقية وفرقتين فلكلوريتين، وهما الفرقة الفلكلورية الجحفة والبارود من بلدية بريان، والتي قدمت نشاطها ببث مباشر من طرف قناة التلفزيون العمومي الجزائري بإطلاق فعاليات المهرجان، وفرقة البارود والقرابيلا لميزاب غرداية، التي أبهرت الجمهور باستعراضها الشيق بروائع فنون الطبوع الغرداوية، بتقديم عرضها من أمام المنصة الشرفية للمهرجان ومرورها بين الجمهور.

كما شاركت بجمعيات ناشطة في مجال الصناعة التقليدية وحرفيات، إضافة إلى الخيمة الصحراوية التقليدية المنشطة من طرف ممثلي ولاية غرداية، وتراث وخيمة صحراوية وحرفيين، ومعرض الصناعة التقليدية لمختلف الحرف المهن التقليدية للزربية وزخارفها وألوانها المتعددة.

حضور غرداية في المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية بوادي سوف جاء ليبرز معالم الحضارة العالمية لتاريخها القديم العريق والجديد المتنوع، ليترجم كل القيم والمبادئ للمنطقة. وفي يومه الثاني، استمر المهرجان ببرامجه الثرية، التي تعكس تاريخ التراث الثقافي والسياحي الجزائري المتنوع من خلال مختلف العروض التي قدمها المشاركون، بحيث نشطت مديرية السياحة والصناعة التقليدية الورشات منها ورشة مناقشة موضوع آليات تطوير المسار السياحي. بعنوان طريق القصور وحلقة الواحات، بقاعة التمور بمركب الغزال الذهبي، الورشة والتي أشرف على بدايتها معالي وزير السياحة والصناعة التقليدية، بحيث يكتسي موضوع القصور أهمية في بعث منتوج السياحة الصحراوية بأبعادها التكاملية والفضاءات الأخرى المتكاملة.

 

فقرات برنامج الصالون الدولي للسياحة الصحراوية

عرف البرنامج انطلاقة فعلية يوم الأربعاء 13 نوفمبر، للرحلة الاستكشافية للصحافة الوطنية والأجنبية المعتمدة بالجزائر مباشرة من مقر وزارة السياحة بالجزائر وجهتها مدينة وادي، وانطلاق الرائد السياحي لتتويج للسياحة الصحراوية بالدراجات النارية من الجزائر العاصمة إلى ولاية الوادي بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للدراجات النارية دراجي الجزائر. انطلاق معرض الصناعة التقليدية طيلة أيام الصالون، واستقبال الفرق المشاركة، وفي ثاني يوم الخميس 14 نوفمبر تم الافتتاح الرسمي للصالون السياحة والأسفار بالخيمة العملاقة، بإشراف وزير السياحة “مختار ديدوش”، بحضور الوفد الوزاري والهيئات الديبلوماسية المعتمدة بالجزائر ومشاركة مئات مختلف الفاعلين والشركاء سواء بالجزائر أو الخارج.

افتتاح الصالون للجمهور والإعلان عن الفائزين في طمبولا المهرجان بجولة سياحية لعشرين 20 زوج، الافتتاح الرسمي لمعرض الصناعة والخيم التقليدية الصحراوية. والإشراف على استعراض نشاط الفرق الفولكلورية المختلفة والدرجات النارية. وفي يوم الجمعة 15 نوفمبر مواصلة فعاليات الصالون لمختلف الأنشطة، بداية بالجولة السياحية الاستعراضية عبر وسط ومدينة الوادي، افتتاح معرض الأكلات الشعبية والتقليدية بمقر الديوان المحلي للسياحة بقمار، فضاء الأطفال بعنوان أطفالنا والسياحة مع الكشافة الإسلامية من تنشيط الديوان الوطني السياحي، انطلاق الورشات الموضوعاتية. الأولى: حول فرض إمكانية الاستثمار في الولايات الجنوبية. والثانية: حول النشاطات الترفيهية المصاحبة للسياحة الصحراوية. الإعلان عن نتائج الطمبولا لـ 20 زوجا الفائزين بجولة سياحية الحصة الثانية، مع تواصل معرض وبيع منتوجات الصناعية التقليدية الصحراوية، فضاء الأطفال بعنوان أطفالنا والحرف اليدوية، من تنشيط غرفتي الصناعة التقليدية والحرف لولايتي الوادي والجزائر العاصمة.

وبيوم السبت 16 افتتاح اليوم الدراسي بعنوان السياحة الصحراوية في الجزائر بعد دولي آفاق وتحديات، وافتتاح عيد الناقة وسباق المهاري، ومواصلة الإعلان عن الفائزين 20 زوج في جولة سياحية 20 زوج, القيام باستعراض ترفيهي بالدرجات النارية روديبو بمدينة قمار. وإشراف المفتش العام لوزارة السياحة والصناعة التقليدية الأستاذ “بن ثامر موسى”، ممثلا لوزير السياحة والصناعة التقليدية، رفقة المفتش العام لولاية الوادي ومدير جامعة الوادي، على افتتاح أشغال الندوة العلمية تحت عنوان السياحة الصحراوية في الجزائر، بعد دولي، آفاق وتحديات والمنظمة بجامعة الشهيد “حمه لخضر” لولاية الوادي.

عرفت الندوة عدة مداخلات تتعلق حول 3 محاور أساسية وهي: إستراتيجية القطاع لتطوير السياحة، آليات الترويج للسياحة الصحراوية والبعد الدولي للسياحة الصحراوية.

وفي آخر يوم الأحد 17 نوفمبر، تواصل باقي فعاليات الصالون الدولي للسياحة والأسفار بالخيمة العملاقة بالمركب السياحي الغزال الذهبي، وعرض وبيع منتوجات الصناعة التقليدية ومعرض الخيم التقليدية بالحديقة النباتية. وختامها مسك بأريج الكثبان الفواح وعراجين البساتين الباسقات من قاعة التمور بإسدال الستار على الطبعة السادسة 6 وتوزيع الجوائز والشهادات واختتام الصالون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى