الثـقــافــة

المنيعة بوابة الصحراء تحيي اليوم العالمي للسياحة

وسط حضور رسمي رفيع المستوى

معرض صور ومداخلات أكاديمية تُبرز كنوز الولاية، وتؤكد على أهمية الرقمنة، وتكوين المورد البشري لتعزيز جاذبية “الوجهة الجزائرية.

 

شهدت ولاية المنيعة يوم 20 سبتمبر 2025 ، تظاهرة إعلامية مميزة بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، الذي اختارت له منظمة الأمم المتحدة هذه السنة شعار “السياحة والتحول المستدام”. الفعالية التي نظمتها مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية والحرف، احتضنها مقر المجلس الشعبي الولائي، وسط حضور رسمي رفيع المستوى وأجواء أكاديمية تحليلية.

الحفل، الذي افتتح بالنشيد الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، عرف حضور والي الولاية “بن مالك مختار”، إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي، السيد “معاد جبريط”، وأعضاء من البرلمان (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني)، إضافة إلى ممثلي الأسلاك الأمنية (الأمن الوطني والدرك الوطني)، المدراء التنفيذيين، وصنّاع المحتوى السياحي والإعلامي.

 

التأكيد الرسمي على أهمية السياحة

 في كلمته الافتتاحية، شدد والي الولاية، السيد “بن مالك مختار”، على أن المنيعة بما تزخر به من مؤهلات طبيعية وثقافية وتاريخية، “قادرة على أن تكون وجهة سياحية رائدة ضمن المنظورين الوطني والدولي، خصوصًا في مجال السياحة الصحراوية”، مؤكداً التزام السلطات المحلية بدعم المبادرات الرامية إلى تثمين هذه الثروات وتطوير الخدمات السياحية، بما يضمن خلق فرص عمل جديدة ويجعل من السياحة رافعة للتنمية المستدامة.

أما مدير السياحة “لبصير إسماعيل”، فأبرز في كلمته أن تنظيم هذه التظاهرة يعكس حرص القطاع على مرافقة التحولات الرقمية وتنويع أساليب الترويج السياحي، عبر الصور والفيديوهات والمنصات الرقمية. فيما أكد مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف “بن جابو إبراهيم” على أن تكوين المورد البشري وتفعيل الشراكات مع مختلف المتدخلين، يشكل المدخل الأساسي لضمان استدامة القطاع.

 

التحليل الأكاديمي: خارطة طريق للتنمية المستدامة

الحدث لم يقتصر على الطابع الاحتفالي، بل تخلله نقاش علمي مثمر من خلال مداخلات أكاديمية لأساتذة جامعة غرداية، جاءت كما يلي:

– د.فريد طويطي: التكامل بين قطاع الطاقة والسياحة كأداة لتحقيق التنمية المستدامة.

– “د.رواني بوحفص” و”د.وليد بن شاعة”: التسويق والتجارة الإلكترونية كآليات حديثة لتحقيق التنمية السياحية المستدامة.

– “د.فاتح أولاد الهدار بلقاسم”: تقنيات الترويج السياحي المعاصر.

– “د.بن أودينة بوخلص”:  الصيغة القانونية للإقامة لدى الساكن ودورها في التنمية السياحية المستدامة.

هذه المداخلات شكلت أرضية علمية تؤكد ضرورة استغلال الرقمنة، التسويق العصري والتكامل القطاعي لرفع تنافسية السياحة الجزائرية.

كنوز تنتظر التثمين

أجمع المشاركون على أن المنيعة تزخر بمؤهلات سياحية فريدة تؤهلها لتكون وجهة متميزة في مجال السياحة الصحراوية:

– التراث التاريخي: القصر القديم الشامخ وما يحمله من رمزية حضارية وثقافية.

– الطبيعة الخلابة: بحيرات زرقاء وكثبان رملية ذهبية ساحرة.

– المغامرات الصحراوية: الراليات، سباقات الخيل والمهاري، رياضات السفاري والسير الطويل عبر الواحات.

كما شكّل معرض الصور السياحية، بمشاركة ناشطين وصناع محتوى محليين، وسيلة عملية لإبراز هذه المقومات وتعزيز جاذبية “الوجهة الجزائرية”.

الرهان على المورد البشري

إلى جانب المحاضرات والمعرض، أُطلقت دورة تكوينية في تسيير المؤسسات، وفق منهجية المكتب الدولي للعمل، تحت إشراف مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، تأكيدا على أن الاستثمار في المورد البشري هو حجر الأساس لترقية القطاع وضمان ديمومته.

لقد تحوّل اليوم العالمي للسياحة في المنيعة من مجرد احتفال بروتوكولي إلى منصة استراتيجية أعادت رسم ملامح الرؤية الوطنية للسياحة الصحراوية. رؤية تستند إلى الرقمنة، الاستدامة، وتثمين الموارد البشرية، بما يضمن خلق الثروة وتعزيز صورة الجزائر كوجهة سياحية عالمية. لقد شكّل هذا اليوم فرصة لفتح باب النقاش، وفضاءً للقاء جمع عدّة مواهب وجمعيات ناشطة في هذا المجال، إلى جانب حضور إعلاميين أسهموا في إثراء الفعالية.

لحسن.هـوصاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى