
في خطوة تعكس التحولات العميقة في السياسة العقابية بالجزائر أشرف المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أسعيد زرب، اليوم بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بغليزان، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للدراسة الجامعية في طوري الليسانس والماستر عن بعد لفائدة المحبوسين للموسم الجامعي 2025/2026، بحضور والي الولاية، السيد “كمال بركان”، رئيس مجلس قضاء غليزان وكذا النائب العام والعديد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين وممثلي الجمعيات،وتأتي هذه المبادرة في سياق تعزيز فرص التعليم والتأهيل المهني داخل المؤسسات العقابية، باعتبارهما أحد أهم مسارات مكافحة العود وفتح أبواب جديدة أمام المفرج عنهم للاندماج في الحياة الاجتماعية السوية.
وخلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أكد زرب أن هذا التوجه يندرج في إطار تعليمات وزير العدل حافظ الأختام، مشدّدًا على أن القطاع يعتبر جامعة التكوين المتواصل شريكًا استراتيجيًا في هذا المسار الإصلاحي، وقال: “نثمّن الدور المحوري لجامعة التكوين المتواصل في دعم المحبوسين، خاصة الناجحين في البكالوريا والذين لا تسمح لهم شروط الحرية النصفية بالالتحاق بمقاعد الجامعة خارج المؤسسات العقابية.”،وأشار المتحدث إلى أن حضور هذا الوفد الرفيع داخل المؤسسة له دلالات قوية في تجسيد ما ورد في قانون تنظيم السجون، الذي يجعل من العقوبة وسيلة لإصلاح السلوك وحماية المجتمع، وذلك عبر الرفع من المستوى الدراسي والفكري للنزلاء.
كما كشف المدير العام عن تسجيل 2642 محبوسًا في التعليم العالي خلال هذا الموسم، من بينهم 2629 في الليسانس و13 في الماستر موزعين عبر سنوات مختلفة، لافتًا إلى أن الموسم الماضي شهد مناقشة ست مذكرات ماستر داخل المؤسسات العقابية وبحضور عائلات الطلبة، في خطوة تحمل رمزية إنسانية كبيرة تسهم في تدعيم الروابط الأسرية والتحضير لمرحلة ما بعد الإفراج.
ولم يفوّت زرب الإشادة بآثار السياسة الإصلاحية داخل السجون، حيث قال إن النتائج المحققة اليوم تعدّ ثمرة “جهود ميدانية” تستهدف منح المحبوسين فرصة حقيقية لإعادة بناء الذات، مبرزًا أن مكافحة العود تتطلب أيضًا مرافقة لاحقة فعّالة من طرف الدولة والمجتمع المدني.
الاحتفالية شهدت أيضًا تكريم المتفوقين من النزلاء الناجحين في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، في لمسة تشجيعية تعزز الثقة في النفس وتدفع نحو مواصلة مشوار التعليم العالي.وأكّد في ختام كلمته: “نجاح هذه الفئة يرتبط بتكاتف جهود جميع الفاعلين لضمان إدماج ناجح في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.”
جيلالي. ب
				
					


