
نعيش في زمن متسارع، بدأت فيه الرقمنة تفرض سطوتها على معظم مجالات الحياة، وتتدخل في كل شيء، واستطاعت أن ترفع من سقف المنافسة في سوق العمل، الذي بات يحتاج إلى مهارات خاصة تتوافق مع ظروف انتقالنا إلى الثورة الصناعية الرابعة. حيث بدأت ملامح الروبوتات تظهر جليًا على أرض الواقع، وبات الاعتماد على البيانات الضخمة والتعامل مع الحوسبة السحابية، وأصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي دارجة في استخداماتنا. الكثير منا بدأ بتوظيف هذه التقنيات في أعماله ومشاريعه، ويستعين بها لتقديم خدمات جديدة. ويبدو أن الرقمنة لن تتوقف عند هذا الحد، حيث تطل علينا يوميًا بكل ما هو جديد يساهم في تسهيل حياتنا،خلال السنوات الأخيرة، تنبهت دولة الإمارات للرقمنة وبدأت عبر استراتيجياتها المختلفة برحلة التحول الرقمي، وسد الفجوة الرقمية، وتعزيز الحياة الإلكترونية، وتحفيز المجتمع للتأقلم معها. ذلك التحول بدأ يفرض في سوق العمل توجهات جديدة، تتطلب منا جميعًا “محو الأمية الرقمية” عبر تطوير مهاراتنا وقدراتنا بشكل دائم، وأن نكون على دراية بالتقنيات الجديدة وتعلمها وفهم مدى تأثيرها على وظائفنا وأعمالنا،رحلة التحول الرقمي تتطلب منا معرفة المهارات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، وعلى رأسها مهارة الذكاء العاطفي، التي تمكننا من فهم طرق التعبير عن عواطفنا والتحكم فيها، والقدرة على رؤية العالم من منظور شخص آخر كعنصر أساسي في الذكاء العاطفي. وفي عصر الأخبار المزيفة، والإشاعات، وفقاعات وسائل التواصل الاجتماعي، والكم الهائل من المعلومات على الشبكة، يتصدر التفكير النقدي قائمة المهارات الأكثر حيوية للنجاح. كذلك، معرفة مهارات التعامل مع الآخرين تعد من أهم المهارات الناعمة الواجب تعلمها والتدرب عليها، ومنها مهارات التواصل والرقمنة التي أصبحت امتدادًا للاتصال،هذه المهارات تساعدنا على المرونة العقلية والاستثمار في تطوير الإبداع والقدرة على تبني وجهات نظر مختلفة، وترجمة المعرفة إلى سياقات مختلفة تساعد على تطوير العمل. تطور التكنولوجيا الرقمية يفرض علينا أن نكون أكثر استعدادًا لمواكبة التغيرات السريعة، وأن نستثمر في تطوير أنفسنا لمواجهة تحديات المستقبل بنجاح. إن الرقمنة ليست مجرد أدوات وتقنيات، بل هي ثقافة جديدة تتطلب منا التكيف والابتكار المستمر لتحقيق التميز والتقدم في مختلف المجالات.
بقلم:جلال يياوي