تكنولوجيا

الرقمنة في السياحة الجزائرية

أفق جديد للنمو والتنمية

تلعب الرقمنة دورا محوريا في تطوير القطاع السياحي في الجزائر، حيث أصبحت التكنولوجيا أداة أساسية لتحسين الخدمات، جذب الزوار، وتعزيز الكفاءة التشغيلية للمؤسسات السياحية. التحول الرقمي بات ضرورة ملحة في عالم السياحة المعاصر، إذ يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للوجهات السياحية الجزائرية على المستويين المحلي والدولي.

تتجلى إحدى أهم فوائد الرقمنة في تسهيل تجربة السياح، من خلال توفير منصات إلكترونية متكاملة للحجز واختيار الوجهات السياحية، فقد أطلقت وزارة السياحة الجزائرية بوابة إلكترونية تضم أكثر من 380 جولة سياحية وما يزيد على 1200 موقع متاح للزيارة، مما يتيح للسياح التخطيط المسبق لرحلاتهم بمرونة ودقة. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم تطبيقات الهواتف الذكية لتوفير إرشادات فورية حول التنقل والترجمة الفورية، وهو ما يلبي احتياجات السياح الأجانب على وجه الخصوص

من جهة أخرى، ساهمت الرقمنة في ثورة تسويقية للمعالم السياحية الجزائرية، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة فعالة للترويج للوجهات السياحية، حيث تستخدم الصور ومقاطع الفيديو التي يشاركها الزوار أنفسهم كأداة تسويق غير مباشرة لكنها مؤثرة، كما أتاحت التقنيات المتقدمة، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إمكانية تقديم جولات افتراضية تفاعلية تتيح للسياح استكشاف المعالم قبل زيارتها، مما يعزز قرار السفر.

رغم هذه الإنجازات، لا تزال السياحة الرقمية في الجزائر تواجه تحديات، من بينها محدودية الوعي التقني لدى بعض المؤسسات ونقص البنية التحتية في بعض المناطق. غير أن هذه التحديات تُقابلها فرص واعدة، إذ إن الرقمنة تقدم حلولا مبتكرة لجذب الاستثمارات وتعزيز الاستدامة البيئية، مثل الترويج للسياحة الريفية والتقليل من الأثر البيئي للسفر عبر أدوات تخطيط دقيقة

لضمان الاستفادة المثلى من الرقمنة، تدعو الجهات الرسمية والخبراء إلى تبني استراتيجيات شاملة تشمل تدريب الكوادر السياحية على استخدام التكنولوجيا، وتحليل البيانات الضخمة لفهم سلوك السياح وتخصيص العروض وفقا لاحتياجاتهم. كما يشجع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات، مثل استخدام روبوتات الاستقبال وخدمات الدعم الفني في الفنادق.

في النهاية، تمثل الرقمنة فرصة ذهبية لهذا البلد الثري من أجل تحويل قطاع السياحة إلى محرك أساسي للتنمية الاقتصادية المستدامة. بتبني التقنيات الحديثة وتعزيز التعاون مع الشركات التكنولوجية، حيث يمكن للجزائر أن تصبح وجهة سياحية متقدمة توفر تجربة استثنائية لزوارها، وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني بطرق مبتكرة ومستدامة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى