تكنولوجيا

الرسائل الاحتيالية على واتساب تدفع المنصة لحذف ملايين الحسابات المشبوهة

في مواجهة متصاعدة مع شبكات النصب الرقمي، أعلنت المنصة الشهيرة للمراسلات “واتساب”، عن تنفيذ حملة واسعة لحذف ملايين الحسابات المشبوهة، وذلك بعد أن كشفت عن استخدامها ضمن أنشطة احتيالية ممنهجة استهدفت ضحايا في مناطق مختلفة حول العالم : ” الرسائل الاحتيالية على واتساب “.



وبحسب إعلان رسمي صدر عن المنصة، فقد تم تعطيل أكثر من 6 ملايين حساب خلال النصف الأول من العام الحالي. وذلك نتيجة ما وصفته الشركة بعمليات تدقيق أمنية تهدف لحماية المستخدمين من محاولات الخداع المستمرة.

والتي غالبا ما تكون مرتبطة بعروض مالية زائفة أو استدراج الأفراد لعمليات استثمار مشبوهة. وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من تصاعد البلاغات عن انتشار أساليب نصب جديدة تعتمد على تواصل مباشر مع الأفراد.

من خلال رسائل تلقى صدى واسعا بسبب طابعها العاطفي أو الوعد بعوائد مرتفعة وسريعة، ما جعل إدارة المنصة أمام ضرورة التحرك بشكل عملي لإيقاف هذا التوسع غير المسبوق في النشاط الاحتيالي.

الرسائل الاحتيالية على واتساب .. مراكز احتيال منظمة وأدوات دفاع جديدة

وبيّنت المنصة، أن غالبية الحسابات المحذوفة تعود إلى شبكات منظمة تعمل بطريقة ممنهجة في بعض الدول الاسيوية. حيث تم استغلال المنصة للتواصل الجماعي مع آلاف الضحايا يوميا. مستغلين الثقة العامة في التطبيق لتحقيق مكاسب غير قانونية.

وأكدت منصة واتساب  أنها عملت بالتعاون مع شركتها الأم. لإغلاق مركز رقمي مشبوه يعمل من داخل إحدى دول جنوب شرق اسيا. حيث تم الكشف عن بيئة رقمية متكاملة تعتمد على حسابات مزيفة مدارة من قبل أفراد يتقنون فنون الإقناع الرقمي ويستخدمون واجهات متقنة لتقديم أنفسهم على أنهم خبراء ماليون.

ولم تكتفِ المنصة بجهود الحظر فقط، بل أعلنت عن إطلاق مجموعة من الأدوات الأمنية الجديدة التي تستهدف منع المستخدم من التورط مع جهات مجهولة.

حيث سيتم مستقبلا تنبيه أي شخص يضاف إلى مجموعة من قبل رقم غير معروف. وسيعرض عليه ملخص توعوي يوضح طبيعة التفاعل ويعطيه حرية مغادرة المجموعة دون الحاجة إلى الاطلاع على ما تم تداوله فيها.

كما ستبقى الإشعارات من هذه المجموعات مكتومة بشكل تلقائي ما لم يقرر المستخدم تفعيلها بنفسه. وهو إجراء احترازي يهدف إلى تقليل الإزعاج ومنع الإغراء السريع بالرد على رسائل مشبوهة .قد تؤدي إلى تسرب معلومات شخصية أو مالية.

التحقق من هوية المرسل.. خطوة وقائية ضرورية

وفي جانب المحادثات الثنائية. تعمل المنصة على اختبار أداة جديدة ستقوم بإظهار تنبيه فوري إذا بدأ المستخدم التفاعل مع جهة اتصال غير مسجلة لديه.

ويشمل التنبيه بعض المعلومات التي قد تساعد في اتخاذ قرار واعٍ تجاه هوية الطرف الأخر.وتنصح الشركة المستخدمين باتباع نهج حذر عند التعامل مع رسائل غير متوقعة.

خصوصًا تلك التي تحتوي على وعود يصعب تصديقها، أو تطلب مشاركة بيانات مالية أو شخصية. كما تشير إلى أن إجراء مكالمة مرئية أو صوتية يمكن أن يساعد في كشف حقيقة الجهة المتواصلة وتحديد مدى مصداقيتها

وشددت المنصة على أهمية الدور الذي يلعبه الوعي الشخصي في مكافحة الاحتيال الرقمي. حيث إن التقنية وحدها لا تكفي لحماية المستخدم إذا لم يتخذ الاحتياطات اللازمة.

وأشارت إلى أن التصرف السريع بالإبلاغ عن المحتوى المشبوه يسهم في منع انتشاره.

وتأتي هذه الإجراءات كجزء من خطة أوسع تسعى من خلالها المنصة إلى جعل بيئة التواصل أكثر أمانًا. حيث باتت جرائم النصب الرقمي من أكثر التهديدات انتشارًا في الفضاء الإلكتروني مستهدفة شرائح مختلفة من المستخدمين بوسائل تتطور باستمرار.

وفي ضوء ذلك، يبدو أن حرب الاحتيال دخلت مرحلة جديدة عنوانها التعاون بين المنصات والمستخدمين، وتطوير أدوات دفاعية ذكية تحصن الحسابات من الاستغلال، وتمنح الأفراد فرصة التصدي بأنفسهم لأي محاولة للنصب أو الاختراق.

 ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى