
شرع رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد “حسن شيخ محمود”، أمس الاثنين، بالجزائر في زيارة رسمية، حيث تتطلع الجزائر والصومال إلى إضفاء ديناميكية جديدة على علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والشعبين الشقيقين، خاصة على ضوء وجود إرادة سياسية قوية من الجانبين بالإضافة للروابط التاريخية التي تجمعهما والتي تستمد قوتها من قيم التفاهم والتضامن والثقة المتبادلة.
إتسمت العلاقات بين البلدين دائما بانسجام مواقفهما إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية وكذا الدعم الجزائري للصومال في كل الظروف، حيث عرفت العلاقات الثنائية حركية كثيفة ترجمتها الاتصالات المستمرة بين قائدي البلدين في السنوات الأخيرة. حيث كان رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، قد التقى نظيره الصومالي مطلع نوفمبر 2022، على هامش مشاركته في الدورة الـ 31 للقمة العربية التي احتضنتها الجزائر، حيث حيا الرئيس الصومالي جهود الجزائر في دعم العمل العربي المشترك، معربا عن تقدير بلاده للجهود المخلصة التي بذلها رئيس الجمهورية لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق التسوية والتوافق بينها. كما بعث رئيس الجمهورية في ديسمبر 2024 برسالة خطية الى نظيره الصومالي، سلمها له وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد ” كمال بداري”. كما أجرى في سبتمبر 2024 رئيس الجمهورية مكالمة هاتفية هنأه فيها على إعادة انتخابه لعهدة جديدة، مؤكدا له حرصه على العمل من أجل “تقوية العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى الامتياز. وفي نوفمبر من نفس السنة استقبل رئيس الجمهورية السيد “طاهر محمود جيليه”، المستشار والمبعوث الخاص لرئيس الصومال، حاملا منه رسالة خطية إلى رئيس الجمهورية، ضمنها تطلعه لاستمرار متانة العلاقات الثنائية التاريخية. وأجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد “أحمد عطاف”، على هامش أشغال قمة الجنوب الثالثة التي جرت شهر جانفي 2024 بالعاصمة الأوغندية، كمبالا، أيضا محادثات ثنائية مع نائب الوزير الأول الصومالي, استعرض فيها واقع العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع على الصعيد الإقليمي، بمنطقتي القرن الإفريقي والساحل الصحراوي. كما أجرى أيضا السيد “أحمد عطاف”، مع نفس المسؤول الصومالي، على هامش مشاركته، ممثلا لرئيس الجمهورية، في أشغال الدورة العادية الـ 37 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي جرت شهر فبراير بأديس أبابا، مباحثات حول آفاق تعزيز العلاقات الثنائية. وفي نفس الإتجاه، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، السيد “عبد السلام عبدي علي”، شهر أوت الفارط، بزيارة رسمية إلى الجزائر، أكد خلالها أن الجزائر “شريك جيد للصومال، خاة في مجالات الأمن والتعليم والتجارة والقضايا الإقليمية”، وقد توجت هذه الزيارة ببيان مشترك اتفق من خلاله البلدان على إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعنى بملفات التعاون، مع وضع آلية للتشاور السياسي بين الطرفين. كما بحث الجانبان التعاون في ميدان التعليم, مع رفع عدد المنح الجامعية لفائدة الطلبة الصوماليين من 15 إلى 50 منحة سنويا، في مختلف الأطوار والتخصصات التي يرغب فيها الجانب الصومالي.أما على الصعيد السياسي، أكد الجانب الجزائري، “دعمه الثابت والقوي لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه، مع رفض جميع أشكال التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية”. أما على الصعيد الدولي، اتفقت الجزائر والصومال، عبر بيانهما المشترك، على تكثيف التشاور وتعزيز التنسيق في مجلس الأمن، خاصة فيما يتصل بالقضايا التي تخص العالم العربي والقارة الإفريقية، بصفتهما عضوين غير دائمين في الهيئة الأممية.



