
الذكاء الاصطناعي المتجسد .. في خطوة تعكس تسارع التطور التقني. كشف “وانغ شينغشينغ” مؤسس شركة “يوني تري” الصينية المتخصصة في صناعة الروبوتات. أن هذا القطاع قد يقترب خلال فترة وجيزة مما وصفه بـ “لحظة التحول الكبرى”. إذا نجحت الأبحاث في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التحكم الكامل والدقيق في حركات الروبوتات.
حيث يرى أن هذه المرحلة قد تتحقق في غضون عامين وربما تمتد إلى 3 أعوام فقط . مشيرًا إلى أن الروبوتات حينها ستكون قادرة على أداء مهام معقدة في بيئات لم تتعامل معها من قبل مثل ترتيب غرفة أو إحضار زجاجة ماء.
الذكاء الاصطناعي المتجسد التحدي الأكبر
خلال كلمته في المؤتمر العالمي للروبوتات بالعاصمة بكين. أوضح “وانغ” أن العنصر الحاسم الذي لا يزال يعيق هذه القفزة هو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي المتجسد.
وهو ذلك النوع من الأنظمة الذي يجمع بين قدرات الفهم والتحليل والتنفيذ في شكل مادي متكامل. لافتًا إلى أن شركته تعتمد في الوقت الحالي على نماذج متطورة لمعالجة البيانات البصرية إلى جانب تقنيات التعلم المعزز لتحسين الأداء. إلا أن ذلك لا يزال يتطلب المزيد من التطوير والابتكار قبل الوصول إلى المستوى المطلوب.
وأضاف أن هناك اتجاهًا اخر يعتمد على إنشاء نموذج تفاعلي أو مقطع مرئي بناءً على أوامر نصية. ثم جعل الروبوت يتبع هذا النموذج لتنفيذ المطلوب. معتبرًا أن هذا النهج قد يحقق نجاحًا أكبر إذا توفرت له الموارد التقنية اللازمة. كما أشار إلى أن التقدم المفاجئ الذي شهدناه في بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة يثبت أن الابتكارات الكبرى قد تأتي دون إنذار مسبق.
استثمارات متزايدة ونمو لافت في السوق
أوضح “وانغ” أن شركته بدأت منذ أوائل العام الماضي العمل على تطوير روبوتات بشرية مستوحية من تسارع وتيرة الذكاء الاصطناعي” وخطط كبرى الشركات لإنتاج وحدات الية بأعداد ضخمة.
مؤكداً أن الطلب المتزايد على الروبوتات انعكس بشكل مباشر على أداء المصنعين وموردي المكونات. حيث حققوا نمواً في الإيرادات تراوح بين 50 و100 بالمئة خلال النصف الأول من العام الحالي. وهو ما يعكس اتساع نطاق السوق وارتفاع الثقة في مستقبل هذه التقنية.
كما كشف عن إبرام شركته صفقة بقيمة كبيرة مع إحدى شركات الاتصالات العملاقة لتزويدها بروبوتات متطورة على مدار العامين القادمين، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز حضور الروبوتات في مجالات متعددة مثل الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والصيانة، مؤكداً أن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح هذا القطاع.
توقعات متفائلة لمستقبل القطاع
عبّر “وانغ” عن تفاؤله بما يمكن أن تحققه هذه التقنية إذا تم تجاوز العقبات الحالية، مبيناً أن التاريخ القريب للابتكارات الرقمية أثبت أن لحظات التحول الكبرى تحدث بشكل مفاجئ وتحدث تغييرات جذرية في مسار الصناعة، كما أشار إلى أن دخول الروبوتات مرحلة الذكاء الاصطناعي المتجسد قد يفتح الباب أمام استخدامات غير مسبوقة، ويغير شكل التفاعل بين الإنسان والآلة بشكل كامل، مما سيجعل الروبوتات جزء أساسياً من الحياة اليومية خلال العقد المقبل.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله