رياضة

الخط الخلفي لازال النقطة السوداء في تركيبة “المحاربين”

ورشات مفتوحة قبل الموعد مع كبار إفريقيا

أنهى المنتخب الوطني تصفيات مونديال 2026، ورغم اقتطاعه تأشيرة التأهل مسبقا وقبل الجولة العاشرة والأخيرة، وفي صدارة المجموعة السابعة، ولكنه كان ثاني أسوء دفاع ضمن المنتخبات التسعة في التصفيات التي تأهلت الى كأس العالم 2026.


وكانت أسوأ مباريات الخضر في التصفيات أمام غينيا في وهران في بداية المشوار، حينما خسر مباراته الوحيدة في التصفيات، كما نجا المنتخب من هزيمة أمام نفس الخصم في الدار البيضاء بالمغرب، وكان قد نجا أيضا من تعثر أمام منتخب بوتسواني ضعيف.

وشكل خط الدفاع نقطة ضعف كبيرة في تشكيلة المنتخب الجزائري خلال آخر 5 مباريات، خاضها “الخضر”، أبرزها محور الدفاع الذي يبقى المشكل الأبدي بالنسبة للتشكيلة الوطنية، ما يبرز العمل الكبير الذي ينتظر الناخب الوطني، السويسري “فلاديمير بيتكوفيتش”، لإيجاد الحلول اللازمة لهذه المعضلة المتواصلة.

وتلقى الدفاع 8 أهداف خلال مشوار التصفيات أمام الصومال وغينيا وبوتسوانا والموزمبيق وأوغندا. ومقارنة بتصفيات كأس العالم 2022، سجل المنتخب الوطني 25 هدفا وتلقى 4 أهداف فقط وذلك في 6 مباريات لا غير. في وقت كان منتخبي كوت ديفوار وتونس، قد حافظا على شباكهما دون تلقي أي هدف طيلة مشوار تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

وحول هذه النقطة، يرى المتابعين أنه في عدة مباريات ظهر المنتخب مرتبكا خاصة في الخط الخلفي، وفي قراءة فنية قاسية، أكد الصحفي “محمد الوضاحي” أن المنتخب ظهر “مرتبكًا ومفتقدًا للثقة” أمام بوتسوانا، والدفاع نقطة سوداء يعاني من ثقل وغياب التنسيق، وخط الوسط يترك مساحات واسعة دون شراسة، وشدد “الوضاحي” على أن وقت التغيير قد حان، وأن بعض الأسماء لم يعد بإمكانها تقديم الإضافة المرجوة، مشيرا إلى ضرورة منح الثقة للعناصر الشابة التي يمكنها الرد بأداء رجولي في المواعيد القادمة.

ومن جهته، نادى المعلق الرياضي الشهير” حفيظ دراجي”، مختصرا الوضع عقب مواجهة الصومال في وهران بالقول إن “الخضر لم يخسروا حتى في أسوأ أحوالهم”، لكنه نبه إلى أن الأداء لم يختلف عن مباراة بوتسوانا السابقة، حيث غابت الحيوية وكثرت الخيارات الغريبة. داعيًا إلى إعادة ترتيب الأوراق قبل كأس أمم إفريقيا المقبلة. ويتوفر الناخب الوطني على عدة خيارات لترميم الخط الخلفي ، في ظل وجود اسماء جديدة أظهرت وجها مشرفا خلال مواجهة اوغندا سهرة الثلاثاء الفارط وهي من الأسماء الجزائرية المتألقة في الدوريات الأوروبية المختلفة .

وبإمكان هؤلاء تدعيم صفوف “الخضر” خلال الفترة المقبلة، تبعا لاحتياجات المنتخب في بعض مراكز اللعب التي تعد نقطة ضعف محورية، وأبرزها خط الدفاع. 3 مدافعين يدخلون حسابات “الخضر” بداية من التربص القادم بعد أن أدرجهم المدرب “فلاديمير بيتكوفيتش” ضمن قائمته، ويتعلق الأمر بكل من “مهدي دورفال” نجم نادي باري الإيطالي، “رفيق بلغالي” مدافع كييفو الإيطالي و”سمير شرقي” مدافع نادي باريس أف سي الفرنسي.

ويتألق المدافعون المعنيون مع أنديتهم هذا الموسم، فـ “مهدي دورفال” (24 عاما) يتألق مع “باري” في الدرجة الثانية بإيطاليا منذ الموسم الماضي، ويمكنه اللعب في مراكز متعددة دفاعيا بين الجهتين اليسرى واليمنى، في حين أن “رفيق بلغالي” (23 عاما) انتقل إلى كييفو هذا الصيف ليلعب في الدوري الإيطالي، ما يؤكد قيمته الكروية، وهو الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن.

من جانبه، يشكل “سمير شرقي” (26 عاما) حلا واعدا لمشكلة قلب الدفاع في منتخب الجزائر، وهو الذي يقدم أداء ثابتا مع نادي باريس أف سي منذ بداية الموسم الجاري في الدوري الفرنسي للدرجة الأولى “الليغ 1″، ويمكن لهذا المدافع أن ينافس “عيسى ماندي” على مكانة أساسية مع “الخضر” مستقبلا.

وبين ثقة “بيتكوفيتش” وتخوف المحللين من غياب الأداء المقنع، يبدو أن المنتخب الجزائري مطالب في الفترة المقبلة بإيجاد التوازن بين النتيجة والأداء، خصوصًا مع اقتراب موعد كأس الأمم منتصف ديسمبر المقبل، فالتأهل وحده لم يعد كافيا لإرضاء الشارع الكروي، الذي يريد أن يرى “الخضر” في صورة تليق بطموحاتهم وتاريخهم.

“الكان” على الأبواب، والورشة لازالت مفتوحة والتربص المقبل الذي قد يعرف بعض التغييرات والتجديد حتى يتسنى لـ “بيتكوفيتش” أخذ نظرة شاملة على بعض اللاعبين لتصليح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان، والتربص المقبل سيكون الأخير للنخبة الوطنية، الذي سيعرف إجراء مباراتين وديتين للإعداد لمشاركة “محاربي الصحراء” في مسابقة كأس أمم إفريقيا 2025. 

م. شريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى