حوار

الخبير في المسؤولية المجتمعية للمنظمات، “محمد خدام” يكشف لـ “البديل” :

"هذه هي الحلول الناجعة لحرائق الغابات بالجزائر..."

أمام عودة نشاط “حرائق الغابات”، الذي تشهده معظم غابات الولايات الساحلية بالجزائر، وتزامن توقيت انتشارها وشهر نوفمبر بعد أيام من حملة التشجير المليونية التي كانت “ترند”، وجعلت الشعب الجزائري يشارك بكل فعالياته في إنجاحها يوم 25 أكتوبر المنصرم، خلق عدة تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذه الحرائق وكيفية مواجهتها، والحفاظ على الغطاء النباتي والغابي.

 

ولتصور شامل حول هذه الكارثة البيئية التي أصبحت حديث الساعة، تواصلت يومية “البديل” مع “محمد خدام”، المدير السابق بالمعهد الجزائري للتقييس، الخبير في المسؤولية المجتمعية للمنظمات ايزو 26000، وأجرت معه هذا الحوار:

 

أهلا، ما هو انطباعكم الأولي حول موجة الحرائق التي مازالت تلتهم الغابات بمختلف ولايات الشريط الساحلي؟

مرحبا، تشهد الجزائر حاليا موجة من حرائق الغابات بدأت الخميس الماضي، حيث سُجِّل 29 حريقا في 11 ولاية في جميع أنحاء البلاد. ويزداد الوضع حرجًا في تيبازة، حيث لا تزال عدة حرائق مشتعلة في بلديات لرحات، مسلمون، بني ملّوك وحجرات النوس.

والوضع الراهن يعرف إخماد 17 حريقا، 3 حرائق قيد المراقبةو9 حرائق لا تزال قيد الإخماد،ويبذل رجال الإطفاء والسلطات المحلية جهودًا حثيثة لاحتواء النيران وحماية السكان. وقد زار رئيس الوزراء موقع الحريق للاطلاع على عمليات الإطفاء، ووعد بتقديم الدعم للأسر المتضررة.

 

ماهي أسباب حرائق الغابات خاصة ونحن في شهر نوفمبر؟

طبعا، أسباب حرائق الغابات في الجزائر متعددة ومعقدة، والسلطات والخبراء يعملون حاليا على تحديد الأسباب الدقيقة لهذه الحرائق، واتخاذ التدابير لمنع حدوث حرائق في المستقبل.لكن تغير المناخ يُفاقمها بلا شك، كما أن الأنشطة البشرية، كالإهمال والحرق العمدي والتقصير في إدارة الموارد الطبيعية، تساهم في تفاقمها. في الواقع، قد تبدو حرائق الغابات التي اندلعت في منتصف نوفمبر مُفاجئة، نظرًا للأمطار والرطوبة التي اتسمت بها هذه الفترة. ومع ذلك، هناك عدة عوامل تُفسر هذه الحرائق، منها:

. الجفاف المستمر: على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الجفاف المستمر في الأشهر السابقة ربما جعل الغابات والنباتات شديدة الجفاف وعرضة للحرائق.

. الرياح الحارة والجافة: ربما ساهمت الرياح الحارة والجافة التي اجتاحت البلاد في جفاف النباتات وانتشار الحرائق.

. الأنشطة البشرية: غالبًا ما تكون الأنشطة البشرية، مثل الإهمال والحرق العمدي والتقصير في إدارة الموارد الطبيعية، سببًا لحرائق الغابات.

. تغير المناخ: يمكن أن يساهم تغير المناخ في تهيئة الظروف الجوية المواتية للحرائق، مثل ارتفاع درجات الحرارة وفترات الجفاف الطويلة.

. قلة هطول الأمطار: ربما لم تكن الأمطار التي هطلت كافية لترطيب التربة والنباتات بشكل كافٍ، مما قد يسمح بانتشار الحرائق.

. حرائق الغابات: غالبًا ما تبدأ حرائق الغابات بإتلاف الأراضي الزراعية، ويمكنأنتنتشر بسرعة وتصل إلى الغابات المجاورة.

فمن المهم، ملاحظة أن حرائق الغابات غالبًا ما تكون نتيجةً لمجموعة من العوامل، ويصعب تحديد سبب واحد، ومن العوامل المُفاقمة لها تجد:

. تغير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة وفترات الجفاف.

. الجفاف المستمر: ظروف تُساعد على انتشار الحرائق.

. الرياح الحارة والجافة: انتشار مُتسارع للحرائق.

. الأنشطة البشرية: الإهمال، الحرق المُتعمد، والتقصير في إدارة الموارد الطبيعية.

 

كيف يمكن التصدي للحرائق حسب خبرتك ؟

يظل إنشاء التعاونيات لإدارة الغابات النهج الأكثر ابتكارًا وتشاركيةً، فيُمكن أن يُساعد في منع حرائق الغابات وحماية البيئة. ويُمكن لهذه التعاونيات أن تجمع المجتمعات المحلية والسلطات والخبراء لإدارة الغابات بطريقة مستدامة ومسؤولة. نظرا لما يتوفر من مزايا في تعاونيات إدارة الغابات، على غرار:

. إشراك المجتمع المحلي: تُمكّن التعاونيات المجتمعات المحلية من تولي مسؤولية إدارة غاباتها واتخاذ قرارات مدروسة لحماية بيئتها.

. الإدارة المستدامة: يُمكن للتعاونيات تطبيق ممارسات الإدارة المستدامة، مثل إعادة التحريج، وحماية التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد المائية.

.الوقاية من الحرائق: يُمكن للتعاونيات تطبيق تدابير الوقاية من الحرائق، مثل إنشاء حواجز للحرائق، ومراقبة الغابات، ورفع مستوى الوعي بين السكان المحليين.

. التنمية الاقتصادية: يُمكن للتعاونيات توليد الدخل للمجتمعات المحلية من خلال توفير فرص العمل وتطوير الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالغابات.

 

ما هو دور الدولة والجهات الرسمية لإنجاح هذه التعاونيات؟

أكيد، نجاح هذه التعاونيات أن يؤتي ثماره إذا لم يتلق دعما وتأطيرا من الدولة، وذلك عن طريق:

. توفير الموارد المالية: يمكن للدولة توفير الأموال اللازمة لتأسيس التعاونيات وتشغيلها.

. تقديم حوافز ضريبية: يمكن للدولة تقديم حوافز ضريبية لتشجيع الشركات والأفراد على الاستثمار في التعاونيات.

. تقديم المساعدة الفنية: يمكن للدولة تقديم المساعدة الفنية لمساعدة التعاونيات على تأسيس نفسها وتشغيلها بفعالية.

. تشجيع مشاركة المجتمع المحلي: يمكن للدولة تشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في تأسيس وإدارة التعاونيات.

 

كلمة أخيرة؟

شكرا لجريدة “البديل” على منحها هذه المساحة لتقديم رؤيتنا كمساهمة في إيجاد حل لحرائق الغابات التي أصبحت تشكل خطرا على الطبيعة والبيئة وحتى البشر، ويمكننا العودة والتأكيد أن الحل في نظرنا باختصار، يكمن في إنشاء التعاونيات لإدارة الغابات، لأنه يشكل نهجًا واعدًا لحماية البيئة وتعزيز التنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية، وللدولة دورا مهما في تشجيع ودعم هذه المبادرة، وهو الحل الأقرب لحماية البيئة والمجتمعات المحلية، ناهيك عن تعزيز إجراءات الوقاية من الحرائق وكشفها وإخمادها، بالإضافة إلى توعية المجتمعات المحلية بأهمية حماية البيئة.

ميمي قلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى