” الهندي والموس من عندي ” عبارة يرددها الباعة المتجولون عبر أحياء مدينة تيسمسيلت والبلديات التابعة لها وهذا لبيع مايطلق على تسميتها ب ” المسرانية ” او ” الهندي “، هذه الفاكهة الموسمية يزداد الطلب عليها من قبل المواطنين خلال هذه الأيام لما لها من فوائد صحية على جسم الإنسان حسب الدراسات الطبية التي تؤكد إيجابية هذه الفاكة في الصحة، كما لها فوائد عديدة على غرار أوراقها والتي تسمى ب ” الدرقة ” التي تعالج بعض الحروق التي يتعرض لها الإنسان.
هذا وفي جولة إستطلاعية عبر كل من حي الدرب العتيق الواقع بأعالي المدينة تيسمسيلت يصطف الباعة لبيع فاكهة التين الشوكي والشيء الملاحظ خلال هذه السنة أن سعرها إرتفع مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث تجاوزت الحبة الواحدة 10 دج ومع ذلك تجد طوابير طويلة للمواطنين المقبلين على شراء هذه الفاكهة التي إختلفت فيها النوعية أما سعرها فيبقى محددا، المار والمتجول على طول الأحياء والشوارع يجد العديد من العربات ممتلئة عن آخرها بفاكهة التين الشوكي ويستعمل الباعة قفازات بلاستيكية مع قليل من الماء وتوضع في أكياس وتكون هذه الفاكهة جاهزة للبيع.
وفي هذا الصدد إلتقينا ببعض الباعة وصرح لنا أحدهم يدعى ” مصطفى ” البالغ من العمر 39 سنة وهو عاطل عن العمل يقطن ببلدية بني شعيب قائلا ” أني منذ أن كان عمري 16 سنة كنت أقطف التين الشوكي من البستان يتسع لمساحة نصف هكتار ونصف مخصص لزراعة هذه الفاكهة الموسيمية، حيث أوضح في ذلك أنه يتم قطف الفاكهة بالطريقة التقليدية عن طريق وضع ” محداد” وهو عبارة عن قطعة حديد لايتجاوز طولها المترين ويوضع في أحد أطرافه شباك واحيانا إناء صغير وهذا قصد قطف حبة التين الشوكي بسهولة ودون عناء وهي طريقة تعلمها يضيف “مصطفى ” من أبي الذي كان يمارس هذه المهنة.
وبخصوص الأسعار المطبقة على فاكهة التين الشوكي أشار ذات المتحدث أن سعر مرتفع في البيع يرجع لعدة أسباب منها بعد المسافة وكذا صعوبة جني هذه الفاكهة الموسمية لأنها في الواقع تحتاج وقت كبير من أجل جني كمية كبيرة وهذا كله يحتار إلى صبر، ومن جهة أخرى فيما يتعلق منتوج هذه السنة أشار ” مصطفى ” أنه وافر وبكميات معتبرة قائلا في ذلك ” كما تعلمون أن هذه الفاكهة كانت في السابق قليل الإنتاج لعدة عوامل مثلا الظروف المناخية لكل منطقة وكذا نقص المنتجين لهذه الفاكهة الموسمية.
أما حاليا وبعد أزيد من 3 سنوات أصبح العديد من المواطنين يمارسون زراعة فاكهة التين الشوكي عبر العديد من مناطق الولاية تيسمسيلت على غرار بلدية عماري وسيدي عابد وسيدي العنتري وسيدي سليمان …الخ لذا تجدون اليوم ان الباعة يزداد عددهم ويمارسون هذه المهنة في ظروف صعبة وشاقة وهذا كله من أجل حصولهم على مصروفهم اليومي خاصة وكما تعلمون أن من يمارس هذه المهنة البعض منهم عاطل عن العمل لذا وجدوا في مهنة بيع فاكهة التين الشوكي الملاذ الوحيد لكست قوتهم اليومي.
هذا وعن جانب غراسة فاكهة التين الشوكي والطرق التي يتم جنيها صرح لنا ” مصطفى ” أن هذه الفاكهة تزرع في الأماكن الجبلية وذات الصخور بالإضافة إلى أماكن تحتوي على تربة بنية وبيضاء وهذا حتى تساعدها في النضج وتصبح فاكهة في شكلها النهائي ويتم جنيها ، كما أن نضجها لا يأتي بعملية السقي وإنما تنبت حسب الظروف الطبيعية أي كما يعرف بإنتاج ” البعلي ” وهذا يأتي حسب العام إذا كانت جيدا، للتذكير فإن فاكهة التين الشوكي يتم تقديمها كوجبة على الموائد ويفضل تقديمها باردة وتؤكل مع الخبز التقليدي.
جطي.ع