
في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP29 الذي عقد في باكو، أعلن عن التزام عالمي جديد لتعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في مواجهة التغير المناخي مع التركيز على تقليل البصمة الكربونية والحد من التلوث الناتج عن تصنيع التقنيات والتعامل مع مشكلة النفايات الإلكترونية المتزايدة.
شهد المؤتمر يوما مميزا حمل عنوان “يوم الرقمنة”، حيث حظيت، إعلان COP29 للعمل الرقمي الأخضر، بدعم أكثر من 1000 جهة تشمل حكومات وشركات ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات دولية وإقليمية، يعد هذا الإعلان خطوة محورية نحو تعزيز التعاون بين التكنولوجيا والعمل المناخي لتحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030.
وفقا للاتحاد الدولي للاتصالات ITU الذي نظم فعاليات الرقمنة في المؤتمر، تعد التقنيات الرقمية أدوات أساسية لرصد التغيرات المناخية وتحسين نظم الإنذار المبكر وتعزيز التكيف مع التغير المناخي.
تحسين كفاءة استهلاك الطاقة
أشارت جلسات النقاش إلى أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يمكن أن يكونا أدوات محورية في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة على سبيل المثال:
(01)- يمكن للخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تحسن عمليات مراكز البيانات وتقلل من استهلاكها للطاقة.
(02)- يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير نظم تشغيل أكثر استدامة تعمل على تقليل البصمة الكربونية.
(03)- مع تزايد استخدام الخدمات الرقمية يزداد استهلاك الطاقة والمياه، ما يؤدي إلى ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة حيث تعتمد برامج الذكاء الاصطناعي على خوادم تعمل على مدار الساعة، وهذه الخوادم تحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء والتبريد.
(04)- النفايات الإلكترونية أيضا تشكل تحديا بيئيا متزايدا زيادة تصنيع الأجهزة الرقمية تؤدي إلى تراكم نفايات معقدة تتطلب جهودا كبيرة لإعادة التدوير أو التخلص الآمن.
أهمية التكنولوجيا الرقمية
في إطار جلسة مستديرة رفيعة المستوى حول الرقمنة للعمل المناخي، أكدت الأطراف على أهمية التكنولوجيا الرقمية لتخفيف آثار التغير المناخي والتكيف معها، وأبرز الإعلان الأهداف التالية:
(01)- تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة باستخدام الابتكارات الرقمية.
(02)- تطوير أدوات رقمية تنقذ الأرواح من خلال توفير معلومات وتحذيرات مبكرة للمجتمعات المعرضة للخطر.
(03)- دعوة للاستدامة الرقمية
تعزيز العمل الرقمي الأخضر
كما أكدت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات (دورين بوغدان- مارتن)على أهمية اللحظة قائلة”:يعد هذا الإعلان نقطة تحول في تعزيز العمل الرقمي الأخضر في COP29 يجب أن نتقدم بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل رقمي أكثر استدامة للأجيال القادمة دعونا نواصل بناء زخم العمل الرقمي الأخضر وصولا إلى COP30 مع رؤية مشتركة لعالم رقمي يحترم البيئة”.
لا يقتصر دور الرقمنة على مواجهة التحديات البيئية بل يتجاوز ذلك ليصبح وسيلة لإعادة تشكيل مستقبل الكوكب، يفتح إعلان COP29 الباب أمام مرحلة جديدة تدمج الابتكار الرقمي مع الاستدامة البيئية، في مسعى لإنقاذ الكوكب من الأزمات المناخية المتزايدة.
ومع اقتراب COP30 يبقى التحدي الأكبر هو الموازنة بين تحقيق تقدم تقني غير مسبوق وضمان أن يكون هذا التقدم في خدمة كوكب أكثر استدامة وعدالة.