تكنولوجيا

الاحتيال الرقمي في الجزائر

اليقظة واجبة لتجنب الوقوع في فخ الخداع

مع دخول العالم عصر الثورة الرقمية، شهدنا تحولًا جذريًا في كافة جوانب حياتنا، حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزء لا غنى عنه في حياتنا اليومية. من الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب إلى منصات التجارة الإلكترونية، نجحت الثورة الرقمية في تسهيل وصول المعلومات للجميع، مما فتح آفاقًا واسعة للتواصل والعمل والترفيه. هذا التقدم التكنولوجي أتاح تغييرات هائلة في أسلوب حياتنا اليومي وأدى إلى نقلة نوعية في طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.

لكن مع هذه التحولات الرقمية الهائلة، ظهرت تحديات جديدة تتعلق بـ الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية والمالية. من أبرز هذه التحديات هي ظاهرة الاحتيال الرقمي، التي تعتمد على استغلال الثغرات التقنية وثقة المستخدمين للوصول إلى معلومات حساسة وسرقة أموالهم. تتنوع أساليب الاحتيال الرقمي، من بينها التصيد الإلكتروني الذي يهدف إلى خداع المستخدمين للحصول على معلومات حساسة، إلى البرمجيات الخبيثة التي تتسلل إلى الأجهزة الرقمية بهدف جمع البيانات وسرقة الأموال.

ورغم أن هذه الظاهرة تهدد الجميع على مستوى العالم، إلا أن الجزائر ليست بعيدة عن هذا الخطر الذي بات يهدد المجتمع الجزائري بشكل متزايد في الآونة الأخيرة. من بين أساليب الاحتيال التي تزايدت في البلاد، نجد الاحتيال عبر التحويلات البريدية، حيث يستغل المحتالون عدة طرق مثل الرسائل المزيفة عبر خدمة الرسائل النصية (SMS Spoofing). في هذه الحيلة، يتم إرسال رسائل تبدو وكأنها صادرة من جهات رسمية مثل اتصالات الجزائر، بهدف خداع المستلمين وتحفيزهم على إجراء تحويلات مالية وهمية أو تقديم معلومات حساسة.

وفي هذا السياق، حذر بريد الجزائر في الآونة الأخيرة من الصفحات المزيفة على منصات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية الاحتيالية التي يستهدف من خلالها المحتالون زبائن المؤسسة. ودعا البريد الجزائري المستخدمين إلى اليقظة والحذر من هذه الممارسات الخادعة، حيث يقوم المحتالون بنشر معلومات مضللة تحت اسم المؤسسة بهدف إيهام الزبائن واستغلالهم في عمليات احتيالية. وأكد بريد الجزائر أن المؤسسة لا تطلب أبدًا من زبائنها تقديم معلومات شخصية أو مالية عبر هذه القنوات غير الرسمية.

كما شدد البريد على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر التام عند التعامل مع المحتوى المضلل، مشيرًا إلى ضرورة عدم التفاعل معه، ووجه نصائح بعدم مشاركة أي معلومات حساسة تتعلق بالحسابات البريدية أو بيانات البطاقة الذهبية، وأضاف أن التطبيقات الرسمية الوحيدة التابعة لهم هي BaridiMob و ECCP. وفيما يخص الرسائل النصية القصيرة، أكد بريد الجزائر أن المعرف “ALG Poste” هو الوحيد الموثوق الذي يستخدمه البريد في إرسال الرسائل.

وفي خطوة أخرى لضمان حماية مستخدميه، أكد بريد الجزائر أنه يحتفظ بحقه في اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد أي شخص أو جهة قد تكون متورطة في استخدام التطبيقات أو الخدمات التابعة له بشكل احتيالي.

ولتجنب الوقوع في هذه المصيدة، من المهم أن يتحلى المستخدمون بالحذر من عمليات النصب والاحتيال التي تقوم بها بعض الصفحات المشبوهة. ويجب عدم نشر بيانات البطاقة الذهبية أو دفع أي مبالغ مسبقة أو عربون عبر CCP لأي جهة كانت. مع تطور أساليب الاحتيال الرقمي، أصبح من الضروري اتخاذ الحيطة والحذر، خاصة في ظل هذا العالم المتصل رقميًا بشكل متزايد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى