أعلن وزير الصناعة الصيدلانية الدكتور عبد الرحمان جمال لطفي بن باحمد، عن استيراد الآلاف من مكثفات الأكسجين منذ بداية العام، ما يسمح بالاستجابة لطلب السوق، وسيتم استيراد مايقارب 6 آلاف مكثف خلال الاسابيع القادمة.
وأوضح الوزير، بأن الجزائر تشهد موجة جديدة من الكوفيد-19، تتميز بالاستعمال الكبير لمادة الأكسجين، وعليه تم اتخاذ جملة من الإجراءات تتمثل أساسا في قيام وزارة الصناعة الصيدلانية ووزارة الصناعة بتجنيد وتسخير المؤسسات بالتنسيق مع خلية الوزارة الأولى للتمكن من نقل الأكسجين الى جميع الهياكل الاستشفائية.
وأضاف الوزير، أنه تم رفع القدرة الانتاجية لمادة الأكسجين فالجزائر تنتج مايقارب 450 ألف لتر يوميا من الأكسجين السائل، بعدما كان 120 ألف لتر العام الماضي حيث وصل انتاجه الى ثلاثة أضعاف خلال سنة، الأمر الذي يسمح بالتكفل بعشرات الآلاف من المرضى.
وشدد الوزير ذاته، على تنصيب خلية على مستوى الوزارة الأولى بغرض التنسيق والتبادل وحتى مصادرة مجموع وسائل الانتاج والنقل الخاصة بالأكسجين السائل.
السلالات المتحورة تدفع الجزائريين لرحلة بحث عن الاكسجين
تشهد الجزائر في الأيام الأخيرة، حملة غير مسبوقة للبحث عن أجهزة وقارورات الأكسجين، لمرضى وباء كوفيد19، الموجهين للإستشفاء المنزلي في ظل التشبع الذي تشهده المستشفيات، ومضاعفات المتحورات الجديدة التي تجعل كل المرضى في حاجة للأكسجين.
لم تعد تخلو مجموعات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة من إعلانات المحتاجين لأجهزة تكثيف الأكسجين والقارورات، لمرضى الوباء المستجد المتواجدين في المنازل، في ظل النقص الكبير لهذه المادة سواء على مستوى المستشفيات التي تعرف تشبعا كبيرا للمرضى الفيروس، او على مستوى نقاط البيع.
وزادت مضاعفات السلالات المتحورة والتي تتسبب في جعل كل مرضى الوباء في حاجة إلى الأكسجين بغض النظر عن سنهم ودرجة مرضهم، من تفاقم الوضعية، نظرا لعجز التصنيع المحلي عن توفير كل الاحتياجات الحالية لهذه المادة الحوية، وهو ما أكده وزير الصحة في آخر تصريح له، حيث أكد بأن إنتاج الجزائر كان كافيا لولا الإنتشار الكبير للوباء.
واضطر أهل وأقارب المصابين بالوباء للإستنجاد بأصدقاءهم والمقربين منهم للاستفسار حول إمكانية معرفتهم لأي مصدر للأكسجين او أجهزة التكثيف التي أصبحت شبه منعدمة في ظل الطلب الكبير عليها، رغم وجود الكثير من الصيدليات والأفراد الذين يقومون بكرائها.
كما أن دخول السماسرة والمضاربين في القضية زاد من حدة الأزمة، حيث عمل هؤلاء على إلهاب أسعار أجهزة التكثيف وقارورات الأكسجين بغية تحقيق ربح سريع، ولو كان ذلك على حساب أرواح الجزائريين.
وفي رد على هؤلاء، قام الكثير من المتعاملين والمواطنين بنشر أرقام شركات توفر هذه المادة بأسعار معقولة، وهي الخطوة التي حققت فائدة كبيرة، حيث توجه العشرات من المواطنين لمقرات هاته الشركات خصوصا في العاصمة لاقتناء قارورات الأكسجين، في انتظار وصول دفعات جديدة من أجهزة التكثيف.
ق.ح