عرف التعاون العسكري الثنائي بين الجزائر والبرازيل طفرة جديدة، من خلال زيارة عمل التي يقوم بها إلى الجزائر منذ أول أمس الخميس، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة البرازيلية، الأميرال “ريناتو رودريغاز داغوير فراير”، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، واستقبل من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول “السعيد شنقريحة”، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي.
حيث استهلت بتحية العلم الوطني وتقديم التشريفات العسكرية للأميرال من قبل تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي، حضر هذا اللقاء كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، قادة القوات، قائد الدرك الوطني، رؤساء الدوائر، ومديرين مركزيين من أركان الجيش الوطني الشعبي ووزارة الدفاع الوطني. حيث حسب ما أفاد به البيان، تم استعراض مجالات التعاون العسكري الثنائي وكذا سبل تطوير وتعزيز التنسيق الأمني في المسائل ذات الاهتمام المشترك، وأيضا تناول التحديات الأمنية التي يعرفها العالم، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الراهنة.
ألقى الفريق أول، السعيد “شنقريحة”، كلمة بالمناسبةـرحب في مستهلها برئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة البرازيلية، شاكرا له تلبية الدعوة للمشاركة في إحياء الذكرى السبعون لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة وقال بهذا الخصوص: “أود، في المستهل، أن أرحب بكم وبالوفد المرافق لكم، بمناسبة هذه الزيارة الرسمية التي تقومون بها إلى الجزائر، لمشاركتنا فرحة إحياء الذكرى الـ70 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة”.
كما أضاف قائلا: “نعبر لكم عن عميق امتناننا لتلبية دعوتنا لحضور هذا الاستعراض العسكري الذي ينظم في إطار الاحتفاء بذكرى ثورة تحريرية ألهمت الشعوب المستضعفة وساهمت في تحرير وانعتاق العديد من الشعوب من ظلم واستغلال الاستعمار، فإننا نعتبر هذه المشاركة دليلا على المساعي الصادقة للسلطات العليا البرازيلية، لتعزيز جودة العلاقات التي تجمع بلدينا الصديقين”، مذكرا بأن هذه العلاقات “تعود تاريخيا إلى عهد الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، من خلال إقامة روابط دبلوماسية وإنسانية”.
وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على “الأهمية البالغة” لهذا اللقاء الذي يجسد – كما قال – “الإرادة العازمة لقائدي البلدين للارتقاء بالتعاون العسكري الثنائي إلى مصاف الامتياز”. وأردف الفريق أول “شنقريحة” مخاطبا رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة البرازيلية: “يجسد لقاؤنا اليوم حرص قيادتي البلدين على الارتقاء بالتعاون العسكري الثنائي إلى مصاف الامتياز، لاسيما في المجالات ذات الاهتمام المشترك وبما يخدم مصالح بلدينا الصديقين”. علاوة على ذلك – يضيف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي – “إننا نسجل بارتياح الديناميكية التي تميز التعاون العسكري الثنائي، خاصة بعد الزيارة التي قمت بها إلى البرازيل في أفريل 2023، لحضور فعاليات معرض الدفاع والأمن (LAAD-2023)، الذي حظيت خلاله باستقبال من قبل معالي وزير دفاع جمهورية البرازيل الذي خلصت معه، على إثر حوار صريح وبراغماتي، إلى ضرورة تعزيز أسس تعاوننا بنظرة واقعية واستشرافية”.
من جهته، أشاد الأميرال “ريناتو رودريغاز داغوير فراير”، بحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له، وبمستوى العلاقات العسكرية بين البلدين، وكذا الرغبة القوية التي لمسها لدى الطرف الجزائري في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين”. وفي ختام اللقاء، “تبادل الطرفان هدايا رمزية ليوقع بعدها الأميرال “ريناتو رودريغاز داغوير فراير” على السجل الذهبي لأركان الجيش الوطني الشعبي”، وفقا لما تضمنه بيان وزارة الدفاع الوطني.
هـشـام رمـزي