لك سيدتي

“أنا أكتب كل لحظة أعيشها وأصادفها في الحياة”

الكاتبة والقاصة الجزائرية فايزة لكحل، لـ "الـبـديـل":

فايزة لكحل أو كما تشتهي أن توقع كتاباتها فايزة زاد جزائرية، كاتبة قاصة بالدرجة الأولى لديها مجموعة قصص قصيرة صدرت بمصر بعنوان “مزاج مبهم” ومجموعة ثانية مشتركة مع كاتبة صديقة عزيزة بوقاعدة بعنوان “مريمان” لها أيضا مجموعة ثانية جاهزة للطبع تعالج مرض “الزهايمر” وعمل روائي في الأفق يعالج وضع الجزائر الحالي…هاوية للعمل الإذاعي الإلكتروني ولدي برامج مع عدة اذاعات إلكترونية وحاليا لدي قناة عبر اليوتوب باسم قصة قصيرة تقرب المبدع ونتاجه الأدبي أكثر من المجتمع…

البداية من الحرف طبعا، بسببه نقيم هذا المجلس، بسببه تعارفنا، ونقيم علاقات كثيرة مع أصدقاء وصديقات من كل دول العالم…المجد للحرف الجميل كما تقول صديقتي عزيزة بوقاعدة…

لو فتحت لك القوس ماذا تقولين عن نفسك؟

سأقول أنني لو عدت ثلاثين سنة إلى الوراء لكنت فايزة أخرى غير هذه…أشياء كثيرة ندمت عليها اشياء كثيرة أسأت اختيارها، باختصار تخيل معي أنني لوحة لفنان وسأحمل ريشتي وأعدل حياتي..

 تجربة أدبية وإبداعية رسخت في ذهنك كثيرا ؟

الذكريات الجميلة بالنسبة لي منذ كنت في بداية حياتي الإبداعية…منها ماكنت أشارك به في برامج إذاعية من قصص ومسرحية (المنشار) تحديدا التي أدتها فرقة التمثيل الاذاعي والتي جلبت الفخر لوالدتي… بالنسبة لغيري نص آسر حفر في الذاكرة مكانه ولا يمكنني أن أنساه نشر بالجرائد للكاتب والروائي عبد العزيز غرمول بعنوان موت شهرزاد…أظنني يومها قرأته عشرات المرات وخبأته لسنوات ولا أدر كيف فقدته…لكنه نص أثث لحياتي الإبداعية الثانية التي أعادتني للسكة بعد أن ابتعدت طويلا.

هل الإبداع يكتبك ويقولك أم أنها فقط لحظة صدق أبدية؟

لا فرق بينهما أو أقصد كلاهما هو يكتبني فعلا، يقدم تفاصيل حياتي بدقة وأيضا يؤرخ للآخر…أنا بكتاباتي لا أكتبني فقط، أنا أكتب كل لحظة أعيشها، أصادفها في الحياة سواء حدثت معي أو مع الآخر…كل ما أقصه حكايات وقعت فعلا ..قد تركب أحداث مختلفة في شخصية واحدة وهنا تبدأ تكتبني بصدق عندما أمثلها من جديد بحروفي..

هل صحيح مبدعونا على كثرتهم كسالى، لا يقرؤون؟

بصراحة نعم، وللأسف الشديد…كثير من الأصدقاء يصارحونني أنهم لا يقرؤون…لا يقرؤون حتى الأعمال العالمية…أيضا للأسف كبار مبدعينا لا يقرؤون للصغار والصغار لا يقرؤون أصلا…ولهذا تجد الكثير من المنشورات سواء في الرواية أو الشعر لا تخضع لمعايير النشر.

هناك من يكتب لنفسه، ولغيره، وللوطن، وهلم جرا.. أنت، لمن تكتبين؟

لم أفكر يوما لمن أكتب…الإبداع نتاج وجع داخلي ووجع خارجي وحولي…أكتب لأتخلص من وجعي، أزينه بحروفي لأزيل التشويه الذي يخز قلبي..الأهم في كل هذا لا تسألني بأي الألفاظ سيخرج لأنني لا أنتقيها ولا تأت كناقد لتحاسبني وتقول لي هذه الألفاظ مقززة…لأن الصورة في قلبي مقززة فكيف تريدني أن أصورها لك.

ما هو آخر نص قرأته فشد انتباهك وتمنيت لو كتبت مثله؟

ليس هناك نص محدد أنا اقرأ كثيرا لهذا كلما انبهرت بنص يأتي نص بعده فيلغيه ويتربع مكانه…ولا أفرق بين الابداع الجزائري والعربي والعالمي…أنا أنبهر برواية لمراد بوكرزازة أو جلاوجي أو غرمول فتحدث في نفسي نفس ما يحدثه نص الغريب أو الحمامة أومدن الملح أو الخبز الحافي، لهذا سأقول أن آخر ما أعيد قراءته وبانبهار رواية الصديقة عزيزة بوقاعدة أرواح بلا أجنحة وكنت قرأت من أيام رواية آسيا بودخانة زوايا الصفر وهذه أيضا اعدت قراءتها …علقت بذهني مجموعة قصصية للعراقي هادي المياح أيضا رواية للعراقي محمد الميالي بعنوان “رحم الشيطانّ…إلخ المجال لا يكفي لذكرهم جميعا.

هل أنت راضية عما قدمته في المجال الإبداعي؟

لا، أبدا لست راضية لأن قطار العمر مرً بسرعة البرق ولم ننتبه كيف مر…أشياء كثيرة لم أقرأها بعد، أشياء كثيرة لم أفعلها أماكن لم أزرها أحبة لم ألتقهم بعد…وكتابات لم أكتبها بعد…من البداية قلت لك لو الله منحنا ممحاة لنمحي ماضينا لمحوت عمري وأعدت رسمه بريشة فنان…لكن قدر الله وما شاء فعل.

ما هي آخر التداعيات التي تختمين بها هذا الحوار؟

شكرا جريدة “البديل” التي ترعى الإبداع والمبدع…شكرا شاعرنا على إدارة هذا الحديث الشيق…  وتمنياتي للجريدة التوفيق والنجاح والانتشار.

أجرى الحوار: رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى