
شارك أكثر من ثلاثين من علماء ومريدي الطريقة الشيخية من داخل الوطن وخارجه في الطبعة السابعة من الملتقى الدولي للطريقة الشيخية التي انطلقت أشغالها الأربعاء الماضي بجامعة غرداية.
هذه النسخة السابعة من هذه التظاهرة للطريقة الشيخية التي تنظمها زاوية الشيخ سيدي الحاج بن بحوص بمتليلي برعاية وزير الشؤون الدينية والأوقاف تحت شعار “السياحة الروحية ودورها في تقوية الدبلوماسية الدينية وانعكاساتها على القرارات المصرية للأمة” تشكل وقفة تقدير ووفاء لفكر أحد أعلام الطريقة الشيخية وهو العلامة سماحة الشيخ سيدي أمعمر أبو العالية البوبكري الذي اختير نموذجا في هذه الطبعة. وقد افتتحت أشغال الملتقى الدولي السابع للطريقة الشيخية بتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الفلسطينيين. وفي كلمته الإفتتاحية أوضح رئيس مؤسسة سيدي الشيخ، و مدير الملتقى السيد، حمزة آل سيد الشيخ “أن الهدف الأساسي من هذا الملتقى الذي يجمع كوكبة من الشخصيات الروحية والمثقفين والمفكرين من شتى البلدان يطمح أن يكون منتدى روحيا لتبادل الأفكار و مناقشة الإهتمامات الحاسمة لأتباع الصوفية والمسلمين بصفة عامة وسبل غرس قيم السلم والحوار والتعايش. كما أكد المتدخل أيضا أن هذا الحدث يشكل أيضا فرصة لإدانة الجرائم المرتكبة ضد إخواننا في فلسطين واستنكار الغارات الهمجية ضد المدنيين العزل والإعتداءات التي يتعرض لها التراث الديني من قبل قوات الإحتلال الصهيوني. وأوضح السيد حمزة آل سيد الشيخ أن أشغال هذه الطبعة من الملتقى الدولي للطريقة الشيخية تدوزر حول الإسهامات التي قدمها العلامة سماحة الشيخ سيدي أمعمر أبو العالية البوبكري للفكر الصوفي التي ترتكز على المعرفة العميقة بتعاليم الإسلام وارتباطها بالأخوة محبة الآخرين، مشيرا في ذات السياق أن أفكار وحكمة هذه الشخصية الروحية قد تعدت الحدود وانتشرت عبر جميع أنحاء العالم. ويشكل هذا الملتقى فرصة ملائمة لتعزيز روابط الأخوة بين أتباع الصوفية بصفة عامة وتقوية الدبلوماسية الدينية التي ترتكز على ثقافة محبة الآخر والحكمة وفقا لما تدعو اليه تعليم الإسلام ورسالة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وخلص السيد آل سيد الشيخ بقوله ” أن أعلام الطريقة الشيخية وأتباعها وبحكم معرفتهم العميقة بجوهر أحكام الإسلام وقيمه التي تجمعنا، قادرة على الترويج في العالم”. وسيعكف خلال أشغال هذا اللقاء (15-16نوفمبر) ثلة من الجامعيين والباحثين ومشايخ الطريقة الشيخية الوافدين من مختلف أصقاع العالم على مناقشة فكر مؤسسي الطريقة وأتباعها وإشعاعها وتأثيرها على مختلف المدارس الصوفية عبر العالم، حسب المنظمين. وسيتم في هذا الإطار مناقشة موضوعات ذات صلة بالصوفية وأصلها وعلمائها والتراث المادي واللامادي للزوايا والطرق الصوفية ومساهمتها في ترقية السياحة الدينية وتأثير الطريقة الشيخية في العالم. وبرأي عديد المشاركون فان هذا اللقاء يعد مناسبة هامة لإحياء منهج الطريقة الشيخية، وبحث أهميتها في المشهد الروحي الجزائري واستكشاف مساهمة شخصياتها الروحية في اشعاع مبادئها ونشر قيم المحبة والتسامح والتراحم. وذكر من جهته رئيس اللجنة العلمية الدكتور صلاح الدين وانس ”أن السياحة التي ترتبط بالتراث التاريخي والديني تقدم دعما ذي قيمة مضافة لصورة الوطن بكافة تنوعه الفريدة من نوعها للمواقع والمعالم التاريخية للجزائر والتي يمكن أن تكون وجهة سياحية ذات رصيد تراثي قوي”. وأشار أنه وبغرض المحافظة على هذا التراث فقد قامت السلطات العمومية وضمن مختلف البرامج بإعادة الإعتبار لعديد الأضرحة والمواقع الدينية عبر الوطن، إلى جانب تثمين المسالك السياحية والمتاحف والفضاءات السياحية من أجل ضمان قيمة مضافة للإقتصاد المحلي”. وبرمج في ختام الملتقى الدولي السابع للطريقة الشيخية تنظيم حفل زفاف جماعي لفائدة نحو ثلاثين زوجا الذي سينظم بمقر زاوية سيدي الحاج أحمد بن بحوص بمتليلي بحضور المشاركين الضيوف وأتباع الطريقة، حسب المنظمين .
ق.ج