الحدث

أبرز ما جاء في اليوم الثاني من “ناباك 2025”:

الجزائر مركز تكنولوجي صاعد

تواصل الطبعة الـ 13 من معرض ومؤتمر الطاقة والهيدروجين لإفريقيا وحوض المتوسط “ناباك 2025″، فعالياتها في يومها الثاني، بمركز المؤتمرات “محمد بن أحمد” بوهران، وسط مشاركة دولية واسعة تؤكد مكانة الجزائر كقطب طاقوي صاعد في القارة الإفريقية، يُعدّ معرض “ناباك” من أهم التظاهرات الطاقوية على مستوى إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يجمع هذا العام أكثر من 500 عارض من 60 دولة، بين شركات نفط وطنية ودولية، وهيئات حكومية، وموردي حلول تكنولوجية، ومراكز بحث وأكاديميين، ويُنظم المعرض هذه السنة تحت شعار: “تسريع طاقة الغد وتحقيق مزيجٍ طاقوي فعّال من خلال الشراكات، الاستثمار، الابتكار والتكنولوجيا”، في وقت يشهد فيه القطاع تحولات عميقة نحو الطاقات النظيفة والرقمنة الصناعية.

حيث شهد اليوم الثاني من فعاليات المعرض سلسلة من الورشات التقنية وحلقات النقاش رفيعة المستوى، التي جمعت نخبة من قادة الصناعة الطاقوية، وخبراء التكنولوجيا، وممثلي المؤسسات الدولية والوطنية، في حوارات مثمرة تناولت مستقبل الطاقة والابتكار والاستدامة. انطلقت الجلسات صباح الثلاثاء 7 أكتوبر بقاعة المؤتمرات الاستراتيجية بمركز المؤتمرات “ميريديان”، ضمن محور الابتكار التكنولوجي، حيث ناقش المشاركون التحديات والتحولات التي يشهدها قطاع الطاقة في ظل الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون.

استُهلّت الورشات بجلسة نظمتها غرفة التجارة الأمريكية بالجزائر (AmCham)، تحت عنوان “تعزيز التعاون غير التقليدي: التآزر من أجل الكفاءة والاستدامة والابتكار”.

وقد جمعت هذه المائدة المستديرة ممثلين عن شركات النفط الدولية (IOCs)، وشركات خدمات حقول النفط (OFS) والمستشارين الإقليميين، والمؤسسات التنظيمية الجزائرية، إضافة إلى سوناطراك، أشرفت على النقاش “ديبرا مارتن”، المسؤولة التجارية الأولى بسفارة الولايات المتحدة بالجزائر، بمشاركة “وارن مردوخ”، الرئيس المدير العام لشركة “Western Petroleum”.

ركزت المداخلات على أهمية بناء شراكات استراتيجية بين الجزائر والشركات الأمريكية، من أجل تعزيز الابتكار في مجال الهيدروكربونات وتحقيق أعلى معايير الكفاءة والاستدامة في العمليات. وفي محور آخر، تناولت حلقة نقاش القادة موضوع “التقنيات والابتكارات الناشئة: تشكيل مستقبل مزوّدي تكنولوجيا الطاقة”، بإشراف السيدة إيثن ترينور من مؤسسة “إيتريانور ميديا”.

عرفت الجلسة حضور شخصيات بارزة مثل “طارق بو ذهب”، رئيس قسم إتقان بـ”سوناطراك”، و”سفيان العلواني” من شركة “سيمنز للطاقة”، و”رامي ياسين” نائب رئيس “هاليبرتون” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب ممثلين عن “بيكر هيوز” و”شنايدر إلكتريك” و”SLB الجزائر”.

ناقش الخبراء التطورات في الرقمنة والأتمتة والذكاء الاصطناعي وإزالة الكربون، مؤكدين أن الابتكار التكنولوجي لم يعد خيارًا بل ضرورة لتحقيق انتقال طاقوي فعّال ومستدام.

من البوكمارك إلى أعماق البحر… قراءة جيولوجية جديدة

وفي مداخلة علمية متخصصة، قدّم “رؤوف بمطالب”، قائد الفريق الفني للاستكشاف بشركة “إيني”، دراسة بعنوان “علامات البوك كقرائن للهيدروكربونات في السواحل الجزائرية”.

استعرض الباحث مقارنات مع دراسات من خليج المكسيك وإندونيسيا وشمال بحر العرب، مشيرا إلى أن هذه العلامات الجيولوجية يمكن أن توفر مؤشرات نوعية على وجود أنظمة نفطية نشطة، رغم الحاجة إلى دراسات زلزالية وجيوكيميائية إضافية لتأكيد النتائج.

“إكسون موبيل”… الحفر الذكي والثورة التقنية

كما قدّمت شركة “إكسون موبيل” ورشتين متتاليتين بعنوان “الحفر أكثر ذكاءً” و”فك الشفرة: ثورة إكسون موبيل التقنية في الموارد غير التقليدية”، من تنشيط “ويلسون جوناثان”، مدير الاستكشاف بالشركة.

عرضت الورشتان تجارب عملية حول العمليات عن بُعد واستخدام الدعائم خفيفة الوزن في الحفر ضمن حوض بيرميان، إلى جانب كهربة أسطول الحفر وتقنيات رصد الميثان، في إطار هدف الشركة لرفع الإنتاج إلى 2.3 مليون برميل مكافئ يوميًا بحلول عام 2030 مع خفض الانبعاثات.

الاقتصاد منخفض الكربون… رؤية نحو المستقبل

اختُتمت الجلسات بحلقة نقاش حول “الأعمال التجارية منخفضة الكربون: استراتيجيات الاقتصاد المستدام”، بمشاركة قادة من “سوناطراك” و”توتال إنرجيز الجزائر” و”شنايدر إلكتريك”.

أشرفت على الجلسة “إيثن ترينور”، وشارك فيها “منال أبوجتيلة” رئيسة غرفة التجارة السويسرية الليبية، و”تشاكر غيمور” من “سوناطراك”، ركزت النقاشات على استراتيجيات إزالة الكربون، التمويل الأخضر والتكنولوجيا النظيفة كعناصر أساسية في بناء اقتصاد مرن منخفض الانبعاثات.

هكذا جسدت ورشات اليوم الثاني من “ناباك 2025” تلاقي الفكر العلمي بالابتكار الصناعي، وفتحت أمام الجزائر آفاقًا جديدة لتطوير شراكات استراتيجية تعزز التحول الطاقوي، وتؤكد موقعها كمركز تكنولوجي صاعد في حوض المتوسط وإفريقيا.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى