تكنولوجيا

آبل تستكشف مجال الروبوتات الشخصية الذكية

هل ستكون الخطوة الكبرى التالية؟

تواصل شركة آبل مساعيها للتنويع والبحث عن مصادر جديدة للإيرادات والأرباح، وفي هذا السياق، تعمل حالياً على دراسة التوجه نحو الروبوتات الشخصية الذكية، والتي قد تصبح أحد الأشياء الكبيرة التالية بالنسبة للشركة العملاقة في عالم التكنولوجيا،ووفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، يستكشف مهندسون في آبل فكرة إنشاء روبوتات متنقلة قادرة على متابعة المستخدمين في منازلهم، بالإضافة إلى تطوير جهاز روبوت منزلي يمكن وضعه على الطاولة ويحتوي على شاشة قابلة للتحرك بذكاء.

على الرغم من أن الجهود الحالية لا زالت في مراحلها الأولية، ولا يُعرف بالضبط ما إذا كانت المنتجات المذكورة سترى النور في المستقبل، إلا أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحاجة الملحة للشركة للبحث عن مصادر جديدة للإيرادات وتعزيز وجودها في قطاعات جديدة،تأتي هذه الخطوة بعد إعلان آبل في وقت سابق من هذا العام عن وفاة مشروعها الخاص بإنتاج السيارات الكهربائية الذكية، كما تسعى الشركة لتحقيق نجاح مشابه في قطاع الواقع المختلط مع منتجها نظارات الواقع المختلط”فيزيو برو”،ومع تزايد الضغوط على آبل للبحث عن مصادر جديدة للإيرادات، يبقى السؤال معلقاً عن ما إذا كانت هذه التطورات ستساهم في تعزيز مكانة آبل كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا، أم أنها ستواجه تحديات جديدة في طريقها لتحقيق النجاح.

آبل تستعد للدخول إلى منازل المستهلكين بخطى ثابتة مع الروبوتات الذكية

مع التقدم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى شركة آبل إلى توسيع نطاق تواجدها في حياة المستهلكين من خلال دخول عالم الروبوتات الذكية. ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير في تحقيق الشركة لموطئ قدم أكبر في منازل المستخدمين،وتتنوع جهود آبل في هذا المجال، حيث تجري الشركة دراسات مكثفة لاستكشاف إمكانية تطوير روبوتات متنقلة قادرة على متابعة المستخدمين في منازلهم، بالإضافة إلى تطوير جهاز روبوت منزلي يمكن وضعه على الطاولة ويحتوي على شاشة قابلة للتحرك بذكاء،وعلى الرغم من أن الجهود الحالية لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن آبل تعمل بجد لتحقيق هذا الهدف، وتأتي هذه الخطوة في إطار الحاجة الملحة للشركة لتوسيع مجالاتها والبحث عن مصادر جديدة للإيرادات،ومع ذلك، فإن آبل بحاجة إلى تبني نهج واضح في هذا الصدد، خصوصاً بالنظر إلى تاريخها في تطوير المنتجات الجديدة، حيث تمت إضافة وإزالة مشروع الروبوت المزود بشاشة متحركة من خريطة منتجات آبل عدة مرات في السنوات السابقة،يجري العمل في آبل على هذه الروبوتات ضمن قسم هندسة الأجهزة ومجموعة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وتشرف على تطويرها شخصيات بارزة في الشركة. ومع أن العمل لا يزال في مراحله الأولية، إلا أنه يمثل خطوة هامة نحو تحقيق رؤية آبل في دخول عالم الروبوتات الذكية،ولم يصدر بعد تعليق رسمي من آبل حول هذه التطورات، إلا أن الجمهور ينتظر بفارغ الصبر ما ستقدمه الشركة في هذا الصدد، وكيف ستحدث ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا.

تراجع آبل وارتفاع قصير ل”ايروبوت كروب” بعد إعلان خطط آبل للروبوتات الذكية

أثارت الأخبار التي كشفت عن نية شركة آبل الدخول إلى سوق الروبوتات الذكية المنزلية ردة فعل باردة من قبل المستثمرين، حيث لم يشهد سهم الشركة أي ارتفاع يذكر،وقد أغلق سهم آبل عند 169.65 دولارًا، بزيادة بسيطة لا تتجاوز 1 بالمئة، في حين ارتفعت أسهم شركة بنسبة تصل إلى 17 بالمئة لفترة وجيزة، لكن الارتفاع تلاشى بعد ذلك، وانحصرت نسبة الارتفاع في نهاية التداولات بأقل من 2 بالمئة،تعتبر”ايروبوت كورب”من الشركات الرائدة في صناعة الروبوتات الذكية المنزلية، حيث أنها الشركة المصنعة لجهاز”روومبا”الذكي، وقد انطلقت الشركة بارتفاع بعد الإعلان عن نية آبل، إذ اعتقد المستثمرون أنها قد تستفيد من الاهتمام المتزايد بصناعة الروبوتات،على الرغم من عدم تحقيق آبل لأي ارتفاع ملحوظ في سعر أسهمها بعد الإعلان، إلا أن الشركة تظل محط أنظار المستثمرين الذين يترقبون تطورات جديدة في استراتيجيتها القادمة، خاصة في ظل تحولها المحتمل نحو قطاع الروبوتات الذكية.

جدل داخلي في آبل حول مشروع الروبوتات المنزلية فكرة قديمة تثير الجدل

قبل إلغاء مشروع السيارات الكهربائية، كانت شركة آبل تركز على ثلاثة مجالات رئيسية: السيارات، والمنازل، والواقع المختلط. بعد إلغاء مشروع السيارات، تحولت آبل نحو التنافس في سوق المنازل الذكية، وخاصة بعد إطلاق نظارة”فيزيو برو”للواقع المختلط،في هذا السياق، أثارت فكرة إنشاء روبوتات مزودة بشاشة وقابلة للتحرك على الطاولة اهتمام كبار المسؤولين التنفيذيين في آبل قبل بضع سنوات. كانت الفكرة تتمحور حول تطوير روبوت يتحرك الشاشة بناءً على حركة رأس المستخدم، مما يتيح له استخدامها في مكالمات الفيديو وغيرها من التطبيقات،واجه المشروع تحديات تقنية، بما في ذلك قدرة الروبوتات الصغيرة على تحمل وزن المحركات الآلية التي تتحكم في حركة الشاشة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك جدل داخلي بين المديرين التنفيذيين في آبل بشأن مصير المشروع، حيث تساءلوا عما إذا كان المستهلكون سيكونون على استعداد لدفع المبالغ المالية الكبيرة المطلوبة للحصول على هذا الجهاز،بالرغم من التحديات التي واجهها المشروع، فإن الجدل الداخلي في آبل حول مصيره لم يتوقف، ويظل السؤال معلقًا حول ما إذا كانت الشركة ستقرر المضي قدمًا في تطوير هذا المنتج أو إلغاؤه.

منشأة سرية للاختبارات في آبل: ركيزة الابتكار المنزلي

تتمتع شركة آبل بمنشأة سرية، تقع بالقرب من المقر الرئيسي للشركة في “آبل بارك” بولاية كاليفورنيا، وتبدو من الخارج مثل المنازل العادية. يُستخدم هذا الموقع السري لاختبار الأجهزة والمبادرات المستقبلية الموجهة للمنازل، حيث تسعى آبل إلى استكشاف أفكار جديدة لهذا القطاع المهم. وتشمل تلك الأفكار تطوير جهاز مركزي يشبه شاشة جهاز الآيباد، بهدف تقديم منتجات مبتكرة تلبي احتياجات المستهلكين في المنزل.

البحث عن “الشيء الكبير التالي” في آبل: تحدّيات وآفاق

منذ عهد ستيف جوبز، كانت آبل دائماً تبحث عن “الشيء الكبير التالي”، وهذا الهاجس يظل حاضراً حتى اليوم. ومع ذلك، بات من الصعب على الشركة تصور منتج جديد يمكن أن يضاهي نجاح هاتف آيفون، الذي يشكل نسبة كبيرة من إيراداتها السنوية،كانت السيارات الكهربائية الذكية واحدة من الخيارات المحتملة لتحقيق نجاح كبير، مما قد يضيف مئات المليارات إلى إيرادات الشركة. ومع ذلك، كان من التوقعات أن يكون سعر السيارة مرتفعاً بشكل كبير، مما يحد من قدرتها على الوصول إلى فئات أوسع من المستهلكين،تعتبر منتجات آبل الحالية، مثل نظارة”فيزيو برو”ات الشاشات التي تعمل باللمس،المحدثة وأجهزة”ماك”المزودة بكاميرات مدمجة، وتقنيات الصحة الجديدة، مثل جهاز مراقبة نسبة السكر في الدم، من الخيارات الأخرى المحتملة لتحقيق نجاح كبير،يتمحور الذكاء الاصطناعي أيضاً بشكل كبير في استراتيجية آبل المستقبلية، حيث يمكن لهذا المجال أن يتداخل مع المشاريع الروبوتية التي تم الكشف عنها حديثاً. باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن لروبوتات آبل أن تصبح أكثر ذكاءً وتفهماً، مما يجعلها قادرة على التفاعل والتحرك في المساحات المزدحمة داخل منازل الأشخاص بشكل أفضل وأكثر كفاءة.

آبل تسعى للتفوق في مجال الروبوتات المنزلية

على الرغم من أن آبل لن تكون الشركة الأولى التي تقدم روبوتاً منزلياً، إذ قدمت أمازون نموذجاً مماثلاً في عام 2021 بسعر 1600 دولار، إلا أن آبل تسعى للتفوق في هذا المجال. وعلى الرغم من بطء أمازون في توفير الروبوت بكميات كبيرة، فإن الروبوتات المنزلية مثل مكنسة”ايروبوت”و”روومبا”تضل شعبيتها كبيرة بين المستهلكين منذ عقدين من الزمن،تجدر الإشارة إلى أن شركات أخرى قدمت أيضاً فكرة الروبوتات التي تحاكي حجم وحركات البشر، لكنها لم تحقق الانتشار المرجو. ومع ذلك، يبدو أن آبل تمتلك القدرة على الابتكار في هذا المجال، وقد تقدم منتجاً يتميز بالتكنولوجيا المتقدمة والتصميم الرائع، كما هو الحال في منتجاتها الأخرى.

تحديات اعترضت طموحات سابقة لآبل

على الرغم من أن محاولة آبل لدخول سوق السيارات انتهت بالفشل، إلا أن هذه المحاولة قد ساهمت في تجهيز الشركة للانتقال إلى مجالات أخرى مثل الروبوتات المنزلية. فمن خلال هذه التجربة، يمكن لآبل الآن إعادة توظيف الموارد التي كانت مخصصة لقسم السيارات لتطوير مشاريع جديدة في مجال الأجهزة المنزلية والروبوتات،الفكرة الأصلية للروبوتات التي كانت تطمح آبل لتحقيقها كانت تتضمن جهازاً يمكنه التنقل بشكل ذاتي والقيام بالأعمال المنزلية مثل تنظيف الأطباق، لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب التغلب على تحديات هندسية كبيرة. ومع ذلك، يبدو أن آبل مستعدة لاستكشاف هذا المجال وتطوير منتجات تناسب احتياجات المستهلكين، وقدراتها التكنولوجية والابتكارية قد تمثل ميزة تنافسية قوية في هذا السوق المتنوع والمتطور.

دليل يكشف نوايا آبل

يبدو أن آبل تكشف عن نواياها من خلال إعلانها على موقعها الإلكتروني بحاجتها لتوظيف أشخاص ذوي خبرة في مجال الروبوتات. وفقًا لتفاصيل الوظائف المعلنة، فإن آبل تسعى لاستقطاب مهندسين مبتكرين ومجتهدين في مجال تعلم الآلة والروبوتات، بهدف المساهمة في بحث وتطوير أنظمة روبوتية ذكية معقدة في العالم الحقيقي،هذا الإعلان يعكس توجه آبل نحو استكشاف مجال الروبوتات وتطوير منتجات جديدة في هذا المجال، ويشير إلى التزام الشركة بالابتكار والتطور في مجالات متنوعة. يبدو أن آبل تستعد للانخراط بقوة في سوق الروبوتات الذكية، وقد يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على تطورات الصناعة والتكنولوجيا في المستقبل.

لماذا تفشل خطط آبل الجديدة في إثارة الاهتمام السوقي؟

يبدو أن عدم تفاعل السوق مع تقرير بلومبرغ حول نية آبل دخول عالم الروبوتات الشخصية الذكية يعود إلى الثقة المتزايدة للمستثمرين في أنماط عمل آبل وسياساتها التطويرية. يشير المحللون إلى أن المستثمرين أصبحوا يتوقعون من آبل المزيد من التحفظ والبطء في عملية تطوير المنتجات الجديدة، نظرًا للتاريخ البيروقراطي الطويل الذي يمتاز به الشركة،تجربة آبل السابقة في مجال السيارات تعكس هذا التحفظ، حيث استمرت سنوات في التطوير دون تحقيق نتائج ملموسة، وفي النهاية تخلت عن المشروع بعد استثمار مليارات الدولارات. لذا، على الرغم من إمكانية تحقيق قفزة نوعية مع إنتاج آبل لروبوتات منزلية قادرة على التحرك، إلا أن المستثمرين يعتبرون الخبر بتحفظ حتى يتم تأكيد وجود المنتج على أرض الواقع،بالإضافة إلى ذلك، تواجه آبل تحديات كبيرة في عدة جوانب من عملها، بما في ذلك تراجع مبيعات آيفون في الصين وغرامات من الاتحاد الأوروبي بسبب انتهاكات قوانين المنافسة، بالإضافة إلى مواجهتها لدعوى قضائية في الولايات المتحدة بشأن الاحتكار. هذه التحديات تجعل المستثمرين يتبنون موقفًا حذرًا تجاه توقعاتهم لمستقبل آبل ومشاريعها الجديدة.

الروبوتات ليست الشيء الكبير التالي

وبحسب القارح فإن العالم يمر حالياً بحالة من التدافع لصنع الروبوتات الشبيهة بالبشر، حيث يحصل ذلك بدعم من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي ستجعل هذه الروبوتات أكثر إدراكاً لما يحصل حولها، ولكن المشكلة الرئيسية لآبل في هذا المجال، هو أنها دائماً ما تسعى لتحقيق “الكمال” في منتجاتها، وهذا ما يجعلها تتأخر وتتردد في طرح أي منتج جديد لها، وإذا لم تغيّر الشركة من هذه السياسة، فإن عملية طرحها لروبوت يتحرك قد تحتاج لسنوات عديدة، دون استبعاد خيار التخلي عن هذه الفكرة تماماً في اللحظة الأخيرة، في تكرار لسيناريو السيارة الكهربائية، ولذلك فإنه من المستبعد أن تكون الروبوتات هي “الشيء الكبير التالي” بالنسبة لآبل.

“التحديات التي تواجه آبل في تطوير الروبوتات المنزلية الذكية”

في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، يوضح القارح أن مستقبل روبوتات آبل لا يزال غامضًا وغير واضح، حيث ينبغي ملاحظة أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى من التطوير. يُعتبر التحدث عن روبوتات قادرة على مراقبة المستخدمين في المنزل تحدٍ كبيرًا، حيث يجب التغلب على عوائق تصميمية متعددة، خصوصاً بالنسبة لشركة آبل التي تتبع معايير صارمة في الجودة والأمان،على سبيل المثال، على الرغم من محاولات سابقة لطرح روبوتات صغيرة مزودة بشاشات لوضعها على الطاولات، إلا أن آبل ترددت في ذلك، والآن يتحدث البعض عن روبوت يتحرك في أرجاء المنزل. هذا النوع من الروبوتات يواجه تحديات تصميمية وتقنية كبيرة تتطلب وقتًا وجهدًا هائلين للتغلب عليها،وبالنظر إلى تاريخ آبل في تأخير طرح بعض المنتجات الجديدة، مثل سيارتها الكهربائية الملغاة، فإن هناك تشكيكًا كبيرًا بإمكانية طرح هذه الروبوتات في الوقت المناسب وبالمواصفات المتوقعة. لذا، فإن الصورة لا تزال غير واضحة حول مدى توافر هذه الروبوتات للمستهلكين في المستقبل القريب.

“آبل والتحديات المستقبلية: الآيفون القابل للطي كخطوة نحو النجاح”

في تحليله لآبل وتحدياتها المستقبلية، يرى القارح أن “الشيء الكبير التالي” بالنسبة للشركة قد يكون الآيفون القابل للطي، المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم تأخر آبل في دخول هذا السوق، إلا أن إعلانها عن هاتف قابل للطي سيكون نقلة نوعية في مسيرتها. فالآيفون قد حقق نجاحًا كبيرًا وأصبح منتجًا مرغوبًا به للغاية، لكن المستخدمين يتطلعون دائمًا للابتكارات والتحسينات الجديدة،ويشير القارح إلى أن آبل نجحت في تحويل الآيفون إلى منتج يحمل سحرًا خاصًا، لكن الطموحات تتجاوز ذلك، حيث يتطلع المستخدمون إلى خطوة ثورية جديدة تقدمها الشركة. وبالتالي، إذا استطاعت آبل تحقيق هذا الطموح من خلال طرح هاتف قابل للطي مزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإنها قد تحقق نقلة هائلة في عالم الهواتف الذكية، وستحافظ على مكانتها كشركة رائدة في الصناعة التكنولوجية.

اعداد:جلال يياوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى